عمان كما عرفناها ....... من العواصم النادرة في العالم التي تختزن تاريخها ليس في تقاليدها وعاداتها فقط ... بل في ذواكر الأجيال التي تتوالى عليها, وما من شك انه في هذا الصيف ... تعيش عمان جو كرنفالي متنوع يعبق بروح الشرق والغرب. عمان ..هي هي ... من مهرجان الاردن .. الى مهرجان صيف عمان – اهلا بالكل - لاتزال تتمتع بفصولها الاربعة .. تخرج صيفها اللهاب هذا العام من الملل و الرتابة... الى غير رجعة.. بعد ان أسبغت عليه خصوصيتها، ومنحته نكهة لا تعرفها إلا المدن العريقة، وهي الطفلة المدللة التي تكبر كأميرة تمنح بركتها للفرسان المولعين بالمغامرة.
صيف عمان ... لم يعد لضجر الوقت فيه مكان ... ولا هو للبحث عن ظل شجرة للقيلولة .... إنه الأبعد والأعمق من كل ذلك.... صيف تم ترويضه وأنسنته... ولم تعد أحلامه أوهاماً... إنه الحقيقة المشغولة بأناة الحكمة، و الروح الفتية، شغف الطفولة، وعبق الأرض، وشجرة الأصالة.
صيف عمان ... عالم يأتي ولايود الرحيل... وحضارات تتوافد بكل ثقافاتها لتتجول في مسارحها وأسواقها تاركة في كل ركن جماليتها.
مهرجان "صيف عمان - 2008- في عامه الثالث .. وتحت شعار "اهلا بالكل" .. في حدائق الحسين .. وثلاثة من ادراج احياء عمان القديمة.. انجاز يسجل لامانة عمان ... فهو مفتوح لجميع شرائح المجتمع ... عالم من المتعة والفرح من خلال الانشطة والفعاليات والترفيهية .
صيف يترك للطفولة مداها.. وللدهشة استمرارها ... تجتمع فيه مختلف الثقافات .. من رقصات السامبا البرازيلية ..الى الاوكروبات الفرنسية ... والفرق المحلية .. والحرف اليدوية .. هنا.. يتلو الجميع رسالة التسامح والتاَلف غير المكتوبة، لكنها الفعل الذي يتسرب من أدق التفاصيل وينطلق الى فضاءات بعيدة.
اختيار ثلاثة من ادراج عمان القديمة لاحتضان عدد من الفعاليات بتسميات .. درج "عمان زمان" و " ازهار والوان" و " لحن وفنان" يؤسس لمرحلة ثقافية جديدة .. تهدف الى انسنة المكان ... فعاليات ثقافية وفنية منوعة ... يضفي عليها المزيد من البهجة والفرح والأجواء الإحتفالية التي تعكس حضارة الاردن ... وتسهم في جعله مقصدا سياحيا للباحثين عن دفْ التعايش والامان.
ما تعيشه عمان ... ظاهرة فريدة وجميلة لم تخفق لها قلوب الصغار فقط بل امتدت إلى الكبار أيضاً, وخاصة الذين يعيشون عوالم الطفولة تثقيفاً, وتوجيهاً,وتربية, وتعليماً إن لم نقل فناً وإبداعاً.
إنها إذن العاصمة التي تضم أبناء الاردن والعرب جميعاً... وتضع خطوات لجيل آت..وربما تصبح هذه اللوحة الكبيرة مرآة يرى فيها جيل الغد ما كان عليه قبل أن تفتح له الحياة أبوابها لا باللعب بل بالجد... إنه التجدد الذي يتواءم مع الخلود وأمجاد الجدود ليعبر عن درة العواصم وخصب المواسم.
ما الذي يمكن أن نصف به مدينة بهذا الألق و التجدد؟ ... مدينة تستقبل الالاف من غرباء الأرض وتسكن فيهم بألفة، وتمنحهم بركة العطاء؟ ... إنها عمان.
Zubi1965@hotmail.com