إهداء لكلّ سبايا وصبايا سنجار وغيرها ..
هيا منير كلداني
09-04-2016 06:08 PM
كابوس
أبكي فقط كلّما أصحو مذعورةً من حلمِ الطفلة الضائعة..
وجهُها جميلٌ، وشعرُها يشبهُ شمسي التي أحبّها، لكنّ عينيها تبحثان..
عيناها قلبٌ ينبضُ خوفاً، أسمعُهُ في أذنَيّ..
فمُها مُغلق، ولكنّي أسمعُ صُراخَها!
تقول: متى أنتهي أو متى أبدأ؟
لم أفهم ماذا كانت تقصد، كنتُ مأخوذةً بشمسِها، أراقبُ يدَها الصغيرةَ وهي محكَمةُ الإغلاق على شَيْءٍ لا أستطيعُ رؤيتَهُ.. ثم اكتشفتُ ما بيدها الصغيرة.. قصاصةُ ورقٍ بخطٍّ طفوليّ تقول: أين الطريق؟
كيف لي أن أساعدَها وهي نفسُها لا تعرفُ طريقَ العودة؟
لا أعرفُ اسمَها.. وكلّ ما أذكرُه هو ملامحُ رقيقةٌ لطفلةٍ ضائعةٍ، وهلعٌ من شَيْءٍ غامض..
ما بكِ يا طفلتي؟ تحدّثي! هل ضعتِ أم أحسستِ بخطرٍ وقرّرتِ الهروب؟
كم من "هل" هلّتْ عليها منّي وهي ما زالتْ تنظرُ إليّ باستنجاد!
أخذتُ بيدِها ومشيْنا وهي ما زالتْ صامتةً..
فجأة توّقفَتْ لتتأمّلَ وروداً جانبَ الطريق..
وغنّت شفتاها..
سألتني: هل هذه الورودُ عاريةٌ، أم أنّ هذا رداؤها الوحيد؟
قلت: هي ورودٌ جميلةٌ في الحالتَين..
فأشارت بإصبعِها لوردةٍ بنفسجيّةِ اللَّون، وهمساً تَمْتَمَتْ بأنّها تريدُ أن تكونَ تلك الوردة!
هل تريدين أن تلمسي الشمسَ؟ أجابتْ بنعم!
هل تريدين ملامسةَ الريحِ ومداعبةَ الضّوء؟ فضحِكَتْ..
غنّت مرّةً أخرى بسؤالٍ بريء: أين يذهبُ قوسُ قُزح؟
كيف لي أن أشرحَ لها أنّ قوسَ قُزح فيها وأنّ عليها رؤيتُهُ؟
هو يذهب منها وإليها وهي لا تراه..
يا إلهي كم هي ضائعة!
ثم انتفضَتْ تريدُ الهروبَ من شَيْءٍ..
استطعتُ أن أرى ما تراه من بعيد..
هَرَبَتْ منّي ثم استيقظتُ مذعورةً..
عيناها صورةٌ لن تُمحى إلى الأبد..
أحسستُ دموعَ تلك الصغيرةِ دموعي أنا..
يا لبشاعةِ ماردِ هذا الكابوس، والذي تَمَنّيتُ لو ظلّ حبيسَ أحلامِهم المريضة!