في الوقت الذي كان فيه قائد الحرس الثوري الايراني يهدد السعودية، بسيف أنصار الله الحوثيين، كان قادة هذه الجماعة في الرياض يفاوضون على وقف اطلاق النار، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليم الاسلحة التي نهبوها من معسكرات الجيش، والتعامل مع بلدهم كحزب سياسي ككل حزب في اليمن.
ترى هل كان قائد الحرس الثوري غائباً عما يجري فأطلق هذا التصريح في مناسبة تتعاطى مع «هندسة الثورة» ام ان المطلوب نشر هذا التهديد الاعلامي داخل ايران مثله مثل تهديد اميركا، وتهديد السعودية وتهديد اوروبا .
يدرك قادة ايران، ان افضل وسائل «هندسة الثورة» في المحيط العربي، هو تجنيد العرب ضد العرب: تجنيد حزب الله ضد لبنان او ضد ثوار سوريا، او تدريب حوثيين على كيفية اغتيال ضابط كبير في السعودية، وقد تم ذلك أول أمس في الخرج .. من ضواحي الرياض .
وتجنيد الحشد الشعبي العراقي ضد سُنّة العراق أو ضد الدولة العراقية، وتجنيد العلويين وشيعة باكستان وافغانستان لقتال الشعب السوري.. منذ جرّب «مهندسو الثورة» باستعمال الجيش الايراني في العدوان على العراق، فباء بكارثة كلفتها مليون قتيل ودمار هائل في عبدان والاهواز.. وما يزال شط العرب مغلقا بمئات السفن الغارقة التي تغلقه في الوصول الى عبدان.. ومصفاتها النفطية الاكبر في المنطقة .
«هندسة الثورة» الآن، هي ضرب العرب للعرب، وتدمير كيانات العرب السياسية. وإلا فلماذا لا يلعب النفوذ الايراني دوره المهيمن الا في البلد الذي فقد سيادته، وانهارت هياكله السياسية.. بفضل الثورة الايرانية وتجنيدها لمذاهب لا علاقة لها بالشيعة ومنهم علويو سوريا، واسماعيليهم، وحوثيو الزيديين اليمنيين. فهؤلاء لا علاقة مذهبية لهم بشيعة الاثني عشرية لكنه: ذهب المعزِّ وسيفه .
لا تجرؤ طهران على مواجهة قُطر عربي مهما كان حجمه.. ولو بحجم البحرين، طالما ان البحرين جزء من كيان عربي أوسع.. وقادر على المواجهة .
إن متابعة حجم التدخل الإيراني في العراق وسوريا تدلنا الآن على صدقية المعادلة: فكلما زاد العراقيون تمسكهم بكيانهم الوطني كلما انكمش حزب الدعوة.. وكيل طهران السياسي، وانكمشت الميليشيات التابعة للواء القدس، وكلما اقترب السوريون من الحل السياسي لكارثة بلدهم.. كلما وجد الإيرانيون انهم مدعوون لارسال ليس «المستشارين» وإنما فصائل من المقاتلين الذين تمَّ تدريبهم لقتال المدن وحرب الغوار الشعبية .
الراي