مطلوب جاهة كريمةالمهندس مصطفى الواكد
26-07-2008 03:00 AM
إن المتابع للشأن العام في ما نتوارثه من عادات و تقاليد يدرك بسهولة مدى عدم ملائمة بعض تلك العادات لوقتنا الحاضر ويدرك كذلك كم أفسدنا من غايات ووسائل بعضها . وأضرب هنا مثلا واحدا لما يحصل حاليا في جاهات الخطبة التي كان من غاياتها أصلا إشهار النسب والشهادة للخاطب بحسن الدين والخلق بالإتيان بعدد من أهل الخاطب وبعض الوجهاء بمثابة شهود له بذلك وفي أحيان أخرى كان الخاطب يكلف الجاهة الضغط على ولي أمر الفتاة لتخجيله وإرغامه على قبول النسيب الجديد والمفاوضة على تفاصيل المهر ، وكانت تتحقق تلك الأهداف أو بعضها بالقدوم إلى بيت ذوي الفتاة المعنية دون المبالغة بعدد المدعوين واللجوء للقاعات والصواوين ، أما الآن وبالرغم من تغير الأحوال بحيث تكون كافة الأمور قد اتفق عليها بين العروسين وربما قد تم عقد القران ولم يبق من غرض أو غاية للجاهة سوى الإشهار فلماذا كل ما نشهده من مبارزة بين أهل العروسين في المبالغة بعدد المدعويين ومراتبهم الاجتماعية والوظيفية والذين تضيق بهم القاعة أو الصيوان ليتفضل أحد أفراد الجاهة الكريمه والقادم ربما من محافظة أخرى ولم يسبق له معرفة أو حتى مجرد رؤية العريس ليطلب يد الفتاة المعنية وليشهد له بما لا يعرف عنه مباركا ساعة اللقاء بالمستقبلين بديوانهم العامر ناسيا أو متناسيا أنه مع القادمين والمستقبلين يلتقون في صيوان هندي مستأجر نصب في عرض الشارع . ليرد أهل العروس بدورهم مقدمين وجيها آخر لينوب عنهم في إجابة طلب الجاهة الكريمة لتشعر وكأنك تشاهد مسلسلا تلفزيونيا لم يوفق فيه المخرج ومنسق الديكور .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة