حرامي يحاول اقتحام بيتي !!
سليم المعاني
07-04-2016 10:00 PM
أصرت زوجتي إصرارا كبيرا ان نضع باب حماية من الحديد العتيد قبل الباب الخشبي لشقتنا الأرضية التي تقع ضمن بناية مكونة من 13 شقة !!
سألتها : يا بنت الحلال : ولماذا الباب الحديدي ؟ وهل من داع لزيادة المصاريف والبعزقة ... ؟؟؟
أجابتني : باب الحماية يا رجل ... ألا يكفي ظلال المعاني وانعكاساتها لاسمه ؟؟
حاولت إقناعها : " يا ولية " ... والله لو تمكن أي حرامي من اقتحام بيتنا واطلع على حقيقة خفاياه وموجوداته لدخلت الرأفة والشفقة إلى قلبه ولترك لنا شيئا .. لأنه لن يجد شيئا "محرزا" تهفو عليه نفسه ... بل سيجد فواتير الكهرباء ... والماء ... والهاتف الارضي والخلوي ... وربما تتعثر قدماه هنا أو هناك على متاع آيل للتقاعد فيعجب أشد العجب من حالنا وأحوالنا ... ويتساءل في قرارة نفسه عن "الكبرة على خازوق" التي تكتنفنا !!
وكعادة معظم النساء ... من الصعوبة أن تناقشهن في أفكارهن أو تثنيهن عنها ... رضخت للأمر وأنا هازيء بالفكرة ابتداء !!
اتصلت بالحداد "ابو أحمد" وهو رجل قنوع يعرف زبائنه جيدا ... فيقسط مستحقاته على المقتر ... ويتساهل ان جرى تطنيشه في قسط او اكثر لقناعته ان زبونه سيدفع في النهاية .
جاء " الحداد " ... وخضع لتعليمات مشددة حول المواصفات والمقاييس التي وضعتها زوجتي " للباب المنتظر" ... فما كان منه الا ان ساورته نفسه بتغيير اوضاعنا ... واننا أصبحنا ننام على "رزقه " او "غنيمة" ... اقترب مني وقال : يا استاذ : ما دام هذا حرص المدام ... لا تبقي اموالك المنقولة في البيت سواء كانت عملة أو مصاغا ... أو سبائك ذهبية !!
حوقلت مثنى وثلاثا ورباع ... وقلت لزوجتي : هل يعجبك هذا يا ولية ؟ لقد عرضتينا لشبهة الغنى والترف ويسر الحال ... وهذا كما تعلمين من المحال !!
قالت // مين عرض مين // ... حضرتك وانت طالع كل يوم حامل اللابتوب بشنطته السوداء ... ادخلت //العيون// فينا ... وأوهمت كل من يشاهدك بأنك صاحب نعمة ...
قلت : الحمد لله ... انا في أكبر نعمة من المولى عز وجل ... وأفضاله لا تحصى ...
المهم ... وبيت القصيد ... قبل أيام ... عدنا الى البيت قبيل الغروب ... وكعادتها ... سارعت زوجتي الى فتح الباب الحديدي الاول لشقتنا ... فعلق المفتاح ... وإذ بمحاولات يائسة وبائسة قام بها مجهول أو مجهولون ... والأرجح الثانية ... لخلع "زرفيل" باب الحديد بهدف اقتحام الشقة !!
صرخت زوجتي ... سليم ... سليم ... هناك محاولة لاقتحام شقتنا ضحكت من أعماق قلبي ... جلجلت ضحكتي التي أغاضت زوجتي واثارت استغرابها وحنقها فرشقتني بسؤالي استنكاري ومدو : تضحك ؟؟ بدلا من أن تتأثر وتأخذ الامر على محمل الجد ... وتسارع باستدعاء رجال البحث الجنائي ... تضحك وكأنك أما مشهد كوميدي ؟؟
تجمع الجيران ... تصادف الامر ان جيراننا في الشقة المقابلة غير موجودين في منزلهم ... مع ملاحظة ان كل من يريد ان يدخل البناية او يخرج منها لا بد ان يشاهد من يقف بالقرب من باب شقتي وهذا يوحي بان من نفذ محاولة خلع الزرفيل اكثر من شخص ... واحد او اكثر شرعوا في تنفيذ المحاولة ... وآخر كان يراقب القادمين الى العمارة لتحذير المنفذين !!
ازداد تجمع الجيران .. وتوالت الاقتراحات والاجتهادات والنصائح التي لم آخذ بأي منها ... وسط دهشتهم برفضي تبليغ الجهات الامنية بالحادثة .
سألوا : لماذا ؟
قلت لانه ليس لصا ؟
قالوا كيف عرفت ؟
قلت الذي يسرق لكي يقتات ويقيت عياله ليس لصا على الاطلاق ... وان كان كذلك فهو لص صغير صغير للغاية ... ولو كان الصحابي الجليل عمر بن الخطاب يحكم في ظل هكذا أوضاع اقتصادية فلن يقيم عليه حد السرقة ... بل سيطلق سراحه فورا
انا الذي يهمني اللصوص الذين سرقوا مقدرات الوطن المختلفة ووضعوا البلاد والعباد على حافة الهاوية ... وصنعوا منا شعبا يتم التصدق عليه من فتات الخليج تارة ومن فتات امريكا والغرب طورا هؤلاء هم اللصوص يا جيراني الاعزاء
سألوني : اذن ما الذي ستفعله والحالة هذه ؟
قلت : سأضع يافطة على باب الشقة ... أخبر كل من تسول له نفسه اقتحامها ان مفاتيح الابواب عند بيت جاري ابو المهند // الشقة التي تقابل شقتي تماما // ... فلا يجهد نفسه بعمليات الخلع ويعرض نفسه للمساءلة الأمنية ... وكل ما يمكنه ان يفعله ان يقرع جرس بيت ابو المهند ... ويطلب مفتاح الشقة ... وبناء على طلبي من الجيران الاعزاء ... فسوف يعطوه المفتاح ويدخل الشقة بسلام ... وله حرية البحث كما يريد في انحاء الشقة ... فان وجد شيئا عليه العين ... فليأخذه ... وهو مسامح في الدنيا والاخرة ... لكن على الارجح ان الحيرة ستتملكه والرأفة ستدخل الى قلبه وسيفعل حتما كما فعل اللص الذي اقتحم شقة صديقي "الشبراوي الشهم " ميلاد حنا جودة ابان دراسته في الاسكندرية مع ثلة من اترابه .
قال لي "ميلاد " : عدت واصدقائي الى شقتنا الواقعة ضمن احد الأحياء الشعبية بالاسكندرية ... فاكتشفنا ان لصا قد اقتحم الشقة وقلب موجوداتها من الاثاث المتواضع ... فلم يعثر على شيء ... ويبدو انه لم يجد شايا ولا سكرا ولا قهوة ... فترك لنا على الطاولة خمسة جنيهات وورقة مكتوب عليها // يا ولاد أل ..... قاعدين ازاي ... خدو خمسة جنيه اشتروا لكم فيها سكر وشاي وبن وعيش وحلاوة !!