"هل تناول السكر يجعلنا مرضى سكري"؟؟
07-04-2016 02:06 PM
عمون - الدكتور فايـز أبو حميـدان - بينت الاحصائيات العالمية مؤخراً أن حوالي 7-10% من سكان الأرض مصابين بمرض السكري سواءً بمعرفتهم او دون ذلك ، وهناك ازدياد مستمر في نسبة اصابتهم بالسكري النوع الثاني نتيجة التقدم بالعمر فعلى سبيل المثال بلغت نسبة هذا المرض في المانيا 20% في سن 70-79..
يخضع مرضى النوع الثاني من السكري للعلاج عادةً باتباع حمية او تناول عقاقير منها (Metformin) ولكن 30% من الحالات يستخدمون الانسولين ، وهذا له علاقة بالازدياد المستمر بأعمار الناس والتطور في العناية الطبية وأساليب الوقاية و العلاج ، فهذا النوع من السكري يرتبط بعدة عوامل منها ازدياد الوزن وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة و ارتفاع ضغط الدم وهو يحدث عندما لا تستطيع خلايا الجسم تقبل الانسولين الذي يتم انتاجه من غدة البنكرياس وهو ما يسمى (Insulin Resistance) وقد تستغرق هذه العملية سنوات طويلة فهي مرتبطة ارتباط وثيق بنمط حياة المريض وسلوكياته التغذوية .
وفي المقابل ينشأ النوع الاول في سن مبكر ويعود سبب الإصابة به الى حدوث خلل مفاجئ في خلايا البنكرياس نتيجة امراض معينة مما يؤدي الى عدم المقدرة على انتاج الانسولين في البنكرياس.
الى جانب ذلك فهناك نوع اخر يسمى سكري الحمل يحدث عند السيدات خلال او بعد الحمل والولادة وينشأ عادةً نتيجة تغيرات هرمونية يحدثها الحمل وعملية الولادة.
ان المحافظة على مستوى السكر في الدم ليس فقط لتجنب حدوث النوبات وغيبوبة السكر والتي تنتج عن ازدياد او انخفاض نسبة السكر في الدم بل من اجل الوقاية من امراض قد تنتج عن مرض السكري كأمراض القلب والشرايين والعيون وامراض الكلى والجلطات.
وللإجابة على عنوان هذا المقال فمن المتعارف عليه بأن الإفراط في تناول النشويات والسكريات يؤدي عادة الى زيادة الوزن وهذا بدوره يعيق ممارسة الرياضة وهذين العاملين يساعدان في نشوء مرض السكري، ولدعم هذه النظرية اثبتت احصائيات عالمية بأن الدول التي يعاني مواطنيها من السمنة تعاني ايضاً من زيادة واضحة في مرض السكري النوع الثاني، كما ان الاقبال الكبير على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية له دور فعال في زيادة الوزن والبدانة وبالتالي إمكانية الإصابة بمرض السكري.
لذا تنصح منظمة الصحة العالمية بأن لا تزيد نسبة الطاقة الناتجة عن تزويد الجسم بالسكر يومياً عن 10% من نسبة الطاقة التي يحتاجها الجسم.
ان من اهم خطوات العلاج هو التشخيص المبكر للمرض ، بالإضافة الى اتباع حميات غذائية متزنة ، والمواظبة على ممارسة الرياضة ، واذا كان هذا الامر غير كافٍ فيتم تنظيم السكر من خلال تناول الأدوية التي تزيد من انتاج الانسولين أو ادرار السكر في البول ، ولكن هذا لا يكفي دائماً وقد يتطلب الأمر اللجوء لاستخدام ابر الانسولين والتي تعتبر المنفذ الأخير لعلاج هذا المرض .
لا شك بأن جرعات الانسولين تتفاوت من مريض لآخر، وذلك بناءً على تعليمات الطبيب المعالج وبما يتناسب مع حالته الصحية ، بحيث يتم تجربة جرعات مختلفة من الانسولين على المريض لمعرفة مدى استجابة جسم المريض وتحديد الجرعة المناسبة له ، فهناك أنواع كثيرة ومختلفة من الأنسولين فمنها سريع المفعول او البطيء او كلاهما ، ويتم الحديث حالياً عن استخدامات الانسولين الذكي ( Smart Insulin ) والذي يلتصق بالبروتينات ويبدأ مفعوله عند حاجة الجسم له.