صرخة خاطئة حول الاستمطار!حلمي الأسمر
07-04-2016 03:41 AM
قبل أيام كتبنا عن الاستمطار، وكان ثمة معلومات، غابت عمن نقلنا عنه، صارخا مستنجدا، وكان لا بد من العودة إلى «رأس النبع» لنعرف كل التفاصيل، فكان التواصل مع مدير عام دائرة الارصاد الجوية المهندس محمد سماوي، لمعرفة حقيقة الأمر، وهو لم يقصر في تزويدي بكل المعلومات، خاصة وإن الأمر يتعلق بمشروع وطني كبير، وتاليا ما حصلنا عليه، من المهندس سماوي.. العوائد المنتظرة من تجارب الاستمطار خلال السنوات القادمة من المتوقع ان تفوق بأضعاف تكاليف العملية وتحقق مكتسبات عالية في زيادة الهطول المطري، المملكة وكما اعلن وزير المياه والري بحاجة الى مزيد من المشاريع الاستراتيجية التي تعزز الامن المائي في الاردن خاصة مع موجات اللجوء التي رفعت الطلب على المياه الى 22 % في مختلف انحاء المملكة و40% في مناطق الشمال بالإضافة الى تذبذب الهطول المطري مؤخرا، تم رصد فقط مبلغ 220 الف دينار في موازنة الدائرة للعام الحالي لعمليات الاستمطار من ضمنها شراء المواد الكيماوية واستئجار الطائرات وكافة التكاليف اللوجستية والاجور وتكاليف ساعات الطيران علما بأن تجارب الاستمطار الاختبارية لم تزد تكاليفها خلال الفترة التي جرت فيها 26-28 اذار 2016 عن 40 الف دينار، هذه التكاليف تتضاءل أمام مخرجات المشروع الذي من المأمول أن يرفع نسبة الهطول المطري وفي حال موافقة الحكومة على رصد الموازنة المطلوبة لاستدامة المشروع والتي تقدر للسنة الاولى بحوالي 17 مليون دينار تشمل شراء 3 طائرات و رادار طقس عدد 2 وكلف التشغيل والمواد الكيماوية والبنية التحتية ، تهبط الى2.5 مليون دينار في السنة الثانية وهي فقط لتشغيل وصيانة الرادارات والطائرات والمواد الكيماوية، التجربة الاردنية السابقة في الاستمطار والتي نفذت في مواسم 1986 حتى موسم 2005 حققت نجاحا يؤسس لاستكمال هذه التجربة، التقارير التي اعدتها الدائرة وخبراؤها السابقون خلال مواسم الاستمطار السابقة قدرت بما مقداره 15-20 % . النتائج الاولية للتجارب الاختبارية للاستمطار التي جرت في شهر اذار 2016 كانت مبشرة بالخير من ناحية التدريب واكتساب الخبرة العملية في عمليات الاستمطار ، وهناك زيادة قد تكون ملحوظة في الامطار ولكنها تحتاج الى وقت لتحليلها والتاكد منها وكذلك هناك حاجة ايضاً لاجراء المزيد من تجارب الاستمطار الاختبارية . الخبراء التايلنديون الذين تواجدوا في المملكة وعلى نفقة الوكالة التايلندية للتعاون الدولي وضمن برنامج التعاون الفني بين البلدين خلال الفترة من 15-30 اذار 2016 اكدوا ايجابيا نجاح التجارب الاولية الاردنية التي اجريت في الفترة 26-28 اذار 2016 والتي اظهرت قدرة الكادر الاردني على اتخاذ قرار اجراء التجربة في الوقت المناسب وعمل خطة الطيران وتحضير المواد ونثرها بالاضافة الى تجميع البيانات وتحليلها. جميع المواد التي تستخدم في الاستمطار رفيقة بالبيئة علما بأن الطريقة التايلندية متفوقة على مستوى العالم وتستخدم هذه التقنية في المناطق الزراعية والتي يستهلك الانسان منتجاتها. وفيما يتعلق باختيار منطقة الحوض الصباب لسد الملك طلال قال سماوي أن اختيار الموقع جاء بناء على دراسات ومقارنات بين اكثر من موقع وذلك لجملة من الاسباب أهمها سعته التخزينية وطبيعة مناخ المنطقة الرطب وخاصة في فصل الشتاء كما ان المنطقة مغطاة سطحيا بعدد من مقاييس المطر الالية واليدوية والتي تتوزع في مختلف زوايا المنطقة، وقال سماوي أيضا، ان الاردن من خلال الاستعانة بالتجربة التايلندية يؤكد موقعه كبلد يتمتع بالكفاءات البشرية ويحقق قيمة مضافة من خلال تدريب الكوادر الاردنية على اجراء هذه العمليات علما بأن دائرة الارصاد الجوية تسعى لان تكون مركزا اقليميا على مستوى المنطقة لتدريب دول الجوار على تجارب الاستمطار. مشروع الاستمطار مشروع وطني بامتياز تتشارك فيه دائرة الارصاد الجوية وسلاح الجو الملكي مع مختلف الجهات الحكومية من وزارتي المياه والري والزراعة والمركز الجغرافي الملكي وهيئة الطيران المدني، دائرة الارصاد الجوية ستعمل على اطلاع الرأي العام والشارع الاردني على نتائج الاستمطار اولا بأول.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة