عمون - احتفلت جماعة عمان لحوارات المستقبل بمرور عام على الإعلان عن تأسيسها، وبهذه المناسبة عقدت الجماعة اجتماعها الدوري الشهري الثاني عشر برئاسة بلال حسن التل رئيس الجماعة، الذي استهل الاجتماع بكلمة استعرض فيها مراحل تأسيس الجماعة، وما أنجزته خلال العام الأول من عمرها. مبينا أن جماعة عمان لحوارات المستقبل سعت منذ تأسيسها كي تكون إطاراً أهلياً فاعلاً، يساهم في تقديم الحلول لمشاكل مجتمعنا في مختلف المجالات.كما سعت الجماعة إلى نشر ثقافة وفكر التنوير في مواجهة الإنغلاق والتعصب والتكفير.
وقال التل: لقد عملت الجماعة خلال العام الماضي وما تزال على بناء رأي عام مستنير ومؤثروصولاً إلى بناء جبهة داخلية متماسكة تسودها روح الإيجابية، وذلك من خلال البناء الفكري لمنظومة الولاء للوطن، حيث أكدت بيانات جماعة عمان وأدبياتها على تعزيز الولاء للوطن وتقديمه على سائر الولاءات الأخرى،وبناء هذا الولاء على أسس راسخة من خلال إبراز مضامين الهوية الوطنية، وأولها المضمون التاريخي، وأضاف أن اختيار الجماعة لاسمها يصب في هدف تأكيد المضمون التاريخي لهويتنا الوطنية لتحريك الإحساس بالتاريخ لدى الأردنيين "أفراداً وجماعةً"، فعلاوةً على أن عمان هي عاصمة الدولة الأردنية الحديثة بكل ما تمثله العواصم من معاني السيادة والاستقلال والانصهار الوطني، الذي يجتمع في بوتقته كل أبناء الوطن، فإن عمان مدينة تختزن في ذاكرتها آلاف السنين من الفعل الحضاري الذي ساهمت في بنائه الحضارات التي تعاقبت على عمان،والتي تذكر أبناءها بالتاريخ الذي ينتمون إليه، الذي صار على أبناء الأردن المعاصر أن يواصلوا البناء عليه من خلال رؤية حضارية.تقوم على التعددية،التي تحتضن كل مكونات الوطن السُّكانية والاجتماعية والفكرية والحضارية،وهو ما يتجسد أروع تجسيد في البنية السكانية لعاصمة الوطن،فعمان تمثل كل سكان الوطن الأردني، بالرغم من التعددية التي تمتاز بها البنية السكانية للدولة الأردنية فإن الأردنيين يتفاعلون في بوتقة وطنية واحدة ومتماسكة.

وأضاف التل: لقد أكدت الجماعة في كل أدبياتها وأنشطتها على أن الوطن الأردني مثلما يقدم نموذجا للانصهار الوطني فإنه يقدم نموذجا للانصهار القومي، كمضمون آخر من مضامين هوية هذا الوطن باعتباره الدولة التي قامت في عصرها الحديث على إرث الثورة العربية الكبرى، التي سعت إلى إقامة دولة العرب الواحدة، وتجديد الدور العربي في التاريخ الإنساني.

هذا وقد ناقش الاجتماع تقريراً عن النشاطات التي قامت بها الجماعة خلال العام الأول من تأسيسها الجهود التي بذلتها لتشكيل حاضنة فكرية أهلية للتوجهات الوطنية،فعملت على تشكيل مساندة أهلية للحرب ضد الإرهاب والتكفير، فأطلقت مبادرة"أمة واحدة في مواجهة فتنة التكفير"،كما وضعت الجماعة برنامج عمل تنفيذي للمبادرة، مستمرة بتنفيذه بهدف توفير حاضنة أهلية محلية وخارجية لجهود محاربة التكفير وقد تم طباعة المبادرة في كتيب يوزع محليا وخارجيا كما جرت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية لنشره في الغرب، وبين أوساط الأقليات الإسلامية فيه،وفي إطار شرح المبادرة والسعي لتحقيق أهدافها نظمت الجماعة سلسلة لقاءات وحوارات في مختلف أنحاء المملكة مع الوعاظ والخطباء وبحضور ومشاركة وجهاء وفعاليات المجتمع المحلي بالتعاون مع وزارة الأوقاف، بلغ عددها عشر لقاءات حوارية حول مضامين المبادرة في مختلف أنحاء المملكة.سعيا من الجماعة إلى تحويل محاربة التكفير والإرهاب إلى عمل جماهيري وقضية رأي عام.
وفي الإطار نفسه وإصراراً من جماعة عمان لحوارات المستقبل على توفير حاضنة شعبية للتوجهات الوطنية أصدرت الجماعة وثيقة " التماسك الاجتماعي" ووضعت لها برنامج عمل تنفيذي في مختلف مناطق المملكة كما تم طباعة الوثيقة وتوزيعها على نطاق واسع.
وفي نفس الإطار نظمت الجماعة حواراً وطنيا حول مشروع قانون الانتخاب، عقدت خلاله خمس ندوات شاركت فيها مختلف التيارات السياسية والاجتماعية، كما أرسلت الجماعة رسالة شخصية لكل عضو من أعضاء مجلس النواب حثتهم فيها على التعامل الإيجابي مع مشروع القانون بعيداً عن الحسابات الشخصية والجهوية، وذلك في إطار اهتمام الجماعة بعملية الإصلاح السياسي في الأردن الذي عقدت الجماعة حوله أكثر من ندوة.
وفي سياق اهتمام الجماعة بالملفات الوطنية شكلت الجماعة عدداً من فرق العمل المتخصصة من أعضاء الجماعة التي عكف كل منها على دراسة ملف من الملفات الوطنية ومنها ملف التعليم، حيث إلتقى فريق التعليم بالجماعة مع معالي نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم عدة لقاءات، بالإضافة إلى سلسلة من اللقاءات مع عدد من الخبراء في مجال التعليم للاستفادة من تجاربهم وآرائهم لتضمينها في أوراق ومشاريع الجماعة حول التعليم. كما نظمت الجماعة حوار مطول جمع نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم وعدد من الخبراء والمهتمين حول واقع التعليم وآفاقه المستقبلية.
وفي مجال الصحة شكلت الجماعة فريقا صحيا يضم نخبة من المختصين في مختلف المجالات الصحية عكف على دراسة الملف الصحي على المستوى الوطني كما استضاف الأمين العام للمجلس الطبي الأردني الدكتور هاني الملقي حول الواقع الصحي في الأردن .
وفي قطاع الإعلام شكلت الجماعة فريقا إعلاميا عكف على العمل لتعزيز أخلاقيات المهنة وبناء جسور الثقة وتعزيز الروح الإيجابية بين مختلف مكونات الدولة الرسمية والأهلية بالإضافة إلى مناقشة التشريعات الإعلامية وسبل تحسينها بهدف تعزيز الحريات المسؤولة في المجتمع الأردني والمساهمة في تقديم رؤية متكاملة لدور الإعلام في بناء المجتمع ونشر الفكر التنوير وفي هذا الإطار عقدت الجماعة ندوة حول الإعلام ودوره في بناء الوعي ومواجهة الأخطار تحدث فيها معالي وزير الدولة لشؤون الإعلام د.محمد المومني.
وفي إطار الاهتمام بالقضايا الوطنية سعت الجماعة لدعم التعداد السكاني العام لعام 2015 فعقدت لهذه الغاية ندوة استضافت فيها المدير العام لدائرة الاحصاءات العامة وممثلي الفعاليات الأهلية كما أصدرت بيانا نشرته في وسائل الإعلام المختلفة تحث فيه المواطنيين على التعاون مع التعداد.
وعلى المستوى الإدراي عقدت فرق الجماعة أكثر من مائة اجتماع عمل تابع خلالها كل فريق تنفيذ خططه في الملف الموكل إليه وكما عقدت الجماعة اثنا عشر اجتماعاً عاما بمعدل مرة كل شهر. لمناقشة آليات وسبل تحقيق أهداف الجماعة.