facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الملفـــات غير الرسميـــة للقمـــة العربيــة تعــزّز القلـــق .. والكــل يعـرف أن الحــل الفلسطيني مؤجــل لسنوات


مصطفى ابولبده
28-03-2007 02:00 AM

لم استطع ان اجد تبريراً مقنعاً لكل هذا التفاؤل الزائد الذي جرى ضخّه في الفضاء العربي انتظاراً لمؤتمر القمة المنعقد في الرياض نهاية الاسبوع الحالي.صحيح أن الوضع كان يمكن ان يكون اسوأ مما هو الآن, لولا الوساطة والضغط السعودي على الأطراف الرئيسية للازمات الداخلية في فلسطين ولبنان والعراق. لكن في المقابل هناك من يرى ان التهدئة في الحالات العربية الثلاث (في فلسطين ولبنان والعراق) اثبتت أنها تدار بالريموت كنترول على نحو يترك مساحة واسعة للتوجس.
وصحيح أن مجرد انعقاد القمة بهذا المستوى من المشاركة العربية يعتبر ظاهرة ايجابية خارجة عن مألوف السنوات الخمس عشرة أو العشرين الماضية. إلا ان هناك في المقابل من يرى أن التهادن الراهن بين المحاور العربية الرئيسية, واتفاقها على تخفيض قوة التراشق الاعلامي, يبقى حالة هشّة أو مؤقتة ما دامت أسباب التمحور والاصطفاف قائمة, وما دامت عناصر التناقض حيّة مشتعلة تحت الرماد.
وصحيح أن المبادرة العربية التي كانت أعلنت في قمة بيروت جرى احياؤها والالتزام بعدم تعديلها تحت الضغط الاسرائيلي, إلا ان هناك من يرى أن الضغط الأمريكي الذي تمارسه الآن وزيرة الخارجية كونداليزا رايس تحت مسمّى »الدبلوماسية النشطة لوضع آلية تنفيذية للمبادرة« ربما يكون صيغة مهذبة للمزيد من التنازلات بحجّة تجهيز المسرح لاستئناف المفاوضات الفلسطينية - العربية / الاسرائيلية.
الأمر المثير للتساؤل هو أن كل القيادات العربية تعرف تماماً أن هناك قراراً اسرائيلياً مركزياً يعود الى أيام بنيامين نتنياهو بتأجيل الحل أو التسوية لمدة خمس عشرة سنة بدعوى أنه لا فائدة من إقامة سلام مع دول عربية »غير ديمقراطية«. والكل يعرف تماماً ان الحكومة الاسرائيلية الحالية أضعف من أن تفكر باستئناف جدي للمفاوضات مهما كانت المغريات والعروض الفلسطينية والعربية. ومع ذلك فان البند الرئيسي على قمة نهاية الاسبوع الحالي هو التمهيد لاستئناف المفاوضات باعادة طرح مبادرة قمة بيروت وتزييتها لتصبح مقبولة اسرائيلياً وامريكياً.
هذا التعلق العربي, على مستوى القمة, بوعود أو تحليلات يعرف الجميع أنها غير قابلة للتنفيذ, هو أمر فيه من هدر الوقت والجهد ما لا يمكن فهمه ... إلا اذا كان من قبيل تسهيل الاتفاق على القضية الأكثر الحاحاً وشراسة, وهي التي تتصل بالعلاقة مع ايران. فَتَحْتَ هذا العنوان العريض تندرج مجموعة من الملفات الشائكة بعضها مطروح علناً على جدول القمة مثل الملف النووي الايراني, وبعضها الآخر مطروح ضمناً الكواليس وهو ملف التمدد الايراني غربا, ابتداء من العراق والجزر والجرف القاري وانتهاء بالمسألتين اللبنانية والفلسطينية. وقد وصل الحديث في موضوع التأزم الطائفي والمذهبي (بين ايران ودول السنّة) الى الحد الذي لم يعد أحد يستطيع القفز من فوقه خصوصاً وأن كل الشواهد تؤكد أنه ملف مفتوح بحيثيات تشكل عصب التوتر الاقليمي لسنوات طويلة قادمة.
بموازاة مؤتمر القمة العربية في الرياض, كان هناك مؤتمران آخران يكملان الصورة بألوانها المتفاوتة. الأول مؤتمر إدارات الأجهزة الاستخبارية العربية الذي انعقد في أسوان, والثاني مؤتمر للأقليات العرقية والدينية في العالم العربي وقد انعقد في زيوريخ بالمانيا. وإذا كانت أجواء قمة الرياض تضخ مشاعر متفائلة بخصوص الملف الفلسطيني, إلا ان مؤتمري اسوان وزيوريخ يتحدثان بلهجات مختلفة تعرفها كواليس القمة وتعطي الانطباع بأن الأزمات الطائفية والعرقية (في العراق ولبنان والسودان والصومال), وكذلك الملف النووي الايراني, لن تترك مساحة كافية للتفاؤل والتهدئة خلال الأشهر القليلة القادمة.

mustafa@albaddad.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :