لم يترك المرشح الجمهوري الاميركي دونالد ترامب قدما داخل اميركا او خارجها الا وداس عليها:
- فهو يريد من حلفائه الاغنياء في اليابان وكوريا ان يتحملوا الاعباء الاميركية المالية لكلفة الدفاع عنها او يقوموا هم بها. ودون الاهتمام بالمساهمات الاسطورية لليابان وكوريا في تركيس الاسلحة الاميركية البالغة الكلفة.
- وهو يدوس على قدم المسلمين فيطالب بعدم منحهم تأشيرة دخول للولايات المتحدة في حديثه الدرامي عن اخطار الارهاب. وهذا يشمل المسلمين حملة الجنسية الاميركية، لانه يطالب باخراج اللاتينو من اميركا.. وهم يطاولون الاربعين مليون مواطن.
- وهو يدوس على اقدام الاوروبيين في القارة العجوز لانهم يعتمدون على القوى الاميركية في الحلف الاطلسي مع انهم صاروا اكثر عددا من الاميركيين.
- ويدوس على اقدام العرب، وبالطريقة ذاتها التي داس بها الرئيس اوباما، لانهم يريدون من اميركا شن الحروب.. حروبهم، على كل قوة تبرز في الشرق الأوسط.
.. - ومؤخراً داس على قدم نساء اميركا وهن ناخبات، فدخل في متاهة الاجهاض، ودخل اكثر في قضايا الحيض، مع علمه وعلم الامة بانه يواجه هيلاري كلينتون.. المرأة، في معركته الانتخابية. ويعرف انها متفوقة عليه في كسب الصوت النسائي.
لا حصر لقدرة ترامب، التي تشبه هيجان ثور في متجر زجاج، لا قدرة يمكن حصرها لتحطيمه كل شيء يتخيل انه يقف في وجهه، او يفيده في معركته المجنونة.
لا يمكن لترامب ان ينجح في الانتخابات الرئاسية لانه خرج عن تقاليدها وهناك تجارب سابقة لحملات تطرف مماثلة لعل ابرزها المرشح الجمهوري غولد ووتر، امام الرئيس جونسون، لكن الرجل كان اطرف من ترامب، واقل اذى. ولعل الكثيرين كانوا يعتقدون ان رونالد ريغان سيحمل تطرفه الى الانتخابات، لكنه فاجأ الجميع برصانته: لقد كان محافظا، يمينيا.. وكان اقل الرؤساء الاميركيين ثقافة، لكنه استطاع خلال ثماني سنوات ان يكسب احترام الاميركيين. يُشبّه أبناء العم سام انتخاباتهم، وخاصة الرئاسية، بأنها اشبه بالمزاد.. ولعلنا لا نملك التصوّر الواضح لمعارك آباء أميركا الأوائل.. في المساحات الهائلة التي كان يجب أن يقطعوها في زمن لم يكن هناك تلفزيون، ولا اذاعة، ولا صحف قومية توزع ملايين النسخ. ولكنها كانت معارك هامة، وانتجت رؤساء عظاماً لانها كانت تقوم على مخاطبة مرشح الرئاسة لكل فرد أميركي.. وكانت اشبه بديمقراطية اثينا وروما.
الرأي