في القرن العشرين عندما برزت بعض الاختراعات الحديثة وصارت بمتناولنا وواحدة من مفردات حياتنا ، أصر فريق من علماء اللغة العربية أن يعرّبوا هذه المخترعات بما يتلاءم مع وظيفتها رافضين تداولها كتابة ولفظا بنفس أسمائها الأعجمية مؤكدين ان لغتنا الواسعة لا تضيق ببعض الاختراعات وأنها قادرة على تسميتها وتداولها...
فأطلقوا على (الراديو) مذياع و(التلفزيون) مرئي ، و (التلفون) هاتف و(الموبايل) محمول ، و(الكمبيوتر) حاسوب و (الفاكس)براق، و(البروجيكتر )جهاز عرض و(السينما) شاشة عرض ، (التلغراف) رسم الحروف السريع ..طيب ماذا بعد؟...أنا أرى أن الأمور صارت مرهقة ومعقدة أكثر من استخدام الاسم الأعجمي نفسه...يعني كيف لي أن أحمل ورقة وأقول للسكرتيرة - بالمناسبة سكرتيرة كلمة أعجمية- أرجو أن ترسلي هذه الورقة عبر البرّاق..حتماً ستصاب بلوثة عقلية أو ستتلمس نفسها الف مرة قبل ان تعرف ان البراق هو الفاكس. أو أحاول إعطاء عنواني على بريدي الاليكتروني – بالمناسبة كلمة اليكتروني أعجمية- كأن أقول له أحمد على البريد الساخن والمقصود بالبريد الساخن (الهوتميل ) أو أقول له هل عندك (عنوان اليكتروني) على (يا ناس)؟ والمقصود بكلمة: يا ناس ..(ياهوو).
المسالة جداً معقدة ، ماذا نسمي التطبيق «واتساب»..»ماذا حدث»؟؟..»فيس بوك» كتاب الوجه؟...»التويتر».. المغرّد؟؟..»فايبر» الهزاز.. hangouts «علق واخرج»..
«سكايبي»..»سماءي»..»سناب شات»..» فرقعة محادثة»..يعني الأمر سيصبح مربكاً وغريباً وغير قابل للترجمة..أنا برأيي ان نتعامل مع الحداثة كما هي ..فصاحب الاختراع او التطبيق يسميه ما يشاء فهو حقه..وعندما ننجح في اختراع ما او تطبيق مثله فلنسمه ما نشاء ان شاء الله « ذات الصواري شات»...
ثم أن الاختراعات ليست مجالنا ولا هوايتنا ، نحن لعبتنا «الوصف» بارعون بوصف الأشياء سيما أثناء «تكويعتنا « الأزلية ، مثلاً نعطيك من أسماء الخمر أكثر من 26 اسماً: المدام ، القهوة، الراح الرحيق،السلاف، السلافة، الخرطوم ،القرقف، الشمول، الخندريس، العقار،الاسفنط ،المقدية ،الصهباء،المشعشعة، ،الممزوجة ، المعرقة، المصفقة، العاثق، البتع، الجعة، المزر ، السكركة، الطلاء، المصطار ، المزاء ، السكر ،القمحان ،الحباب....أبو عرب «صاحب مزاج» اما فيما يتعلق بالتطور والاختراعات الباقية فهذه أمور مقدور عليها ستأتي وحدها عند «الصحصحة» ..
الراي