"ابا شيفار"...
لا اعلم سر الهدوء الذي أصابني عندما اتاني ذلك الهاتف "اللعين" ...
" الدكتور محمد الحباشنة " ... وتقطّع الصوت... وانتظرت الباقي " البقية بحياتك " ....
لا اعلم سرّ عدم استغرابي، لا أجد تفسيرا لهدوئي....
صدمة، تكذيب، ام كان يجب ان اعرف انك لن تبقى طويلا ....
وجدت نفسي اتصل بك هاتفيا، لكنك لم ترد ...
اتعلم انها المرة الأولى التي لا تردّ علي بها ...؟
اتعلم انك في عزّ انشغالك كنت لترد...
لكنك كنت مشغولا في عالم آخر ....
صديقي...
أعترف لك – ولم أكذب عليك يوما- أني خشيت عندما زرتك في "مخدعك" الا أراك في منظرك المعتاد، الا أراك مهيبا، واثقا....
ألا أرى ابتسامتك... و وقارك ...
لكني وجدتهم ذاتهم، حتى في مماتك، الهيبة، والهدوء، والوقار، وذات الابتسامة التي كنت تلقاني بها، والتي تسبق نكتة معتادة لأي تحية بيننا...
أجزم انك كنت تستمع لي وانا احدثك، واجزم انك كنت تود الردّ ...
ثق صديقي أن ردودك قد وصلت ... واعرفها.. واعرف ماذا تريد ان تقول ...
"حكيم" ... كما كنت اناديك دوما ...
عرفوك طبيبا بارعا...
وعرفتك عالما، مثقفا، أديبا، شاعرا، قارئا نهما، لا تشبع من العلم والثقافة، ولا ترتوي...
عرفتك أردنيا وطنيا غيورا، قوميا عروبي، تعشق الأرض، والقضية... وتعشق فلسطين كما تعشق الكرك...
عرفتك عنيدا، صلبا، واثقا، لا تخشى في الحق اللوم، رجل مواقف، تقول رأيك بحرية، ترفض الظلم مهما كان مصدره ...
"يا صاحبي"...كما كنت تناديني ..
هي الحياة غير مأسوف عليها...
سبقتني الى الخلود، الى تراب الوطن...
فامضي يا صديقي، فأنت ستبقى حيا...
ذاكرتي المهنية لا تستوي دون سيرتك، دون الحديث عن سهرنا وتعبنا، ولقاءاتنا، وفتحنا لقلوبنا لبعضنا...
امضي واحمل اسراري معك، فأنت من كنت يعلمها بعد المولى..
سلام يا صاحبي ... هي الدنيا ...