مناسف وكنايفهاني العزيزي
28-03-2007 02:00 AM
يرتبط السخاء بتقديم الطعام للضيف بالكرم العربي المعروف ، والذي تتغنى به القصص والأشعار ، أما تقديم المناسف والكنايف ( جمع كنافة ) فيرتبط بالكرم الأردني بوجه خاص ، حيث يشكل المنسف وجبة طيبة دسمة ، وهو قمة الوجبات ، لتتبعه حلوى الكنافة ، وهي قمة الحلويات . أما ما أتحدث عنه هنا فهو الكرم الموسمي ، موسم الانتخابات عامة والنيابية منها خاصة .لست ضد الكرم ، إن أنكرته أكون منكرا لأصلي العربي ، وتاريخي ، وتراثي . لكني ضد مبدأ " طعمي الثم بتستحي العين " لأن إطعام الناخب وجبة دسمة ، تتبعها الحلوى ما هو إلا ضرب من الرشوة ، والاستهانة بشخصه ، والاستخفاف بعقله ، إذ ما الفرق بين دفع عشرة دنانير للناخب ، وبين تناوله للمنسف والكنافة مقابل صوته الثمين ؟ حيث أن الدافع واحد ، والمستفيد واحد ، والغاية واحدة ؟ . قد يقول قائل : إن المنسف والكنافة ضيافة من المرشح للناخب ، فلا اعتراض على الضيافة ، وأنا أرد عليه بقولي : إن اقتصرت الضيافة على فنجان من قهوة لا تشكل قيمة مادية تذكر ، وفيها ما يكفي للترحيب ، ومن المعروف أن فنجانا من القهوة يكفي لخطبة بنت الحسب والنسب ، ولإسقاط الحقوق العشائرية ، وليحل الوئام بدل الخصام .. ألا يكفي فنجان القهوة ليكون دليلا على الترحيب ؟ ألا يبعد بيت من قدِم من المرشحين سوى بضعة كيلومترات عن المقر الانتخابي للمرشح ، حيث تنتظره في بيته زوجة وأولاد ، إنه لم يأت من بلد بعيد ، ولن يحل الظلام لتتقطع به سبل العودة ، ليستحق الطعام والشراب والحلوى ، وإن كان الأمر كذلك فليتكفل المرشح بمنامة الضيف ، بتوفير حجرة له في فندق 3 نجوم على الأقل .. أليس من واجب الضيافة توفير المنامة لمن أتى من مكان بعيد إن كنا نتحدث عن واجبات الضيافة ؟ .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة