تماما كما كان يفعل العرب قبل الإسلام، إذ يصنعون تمثالا من التمر،ويصلّون له،ومن ثم عندما يشعرون بالجوع يلتهمونه،فأي إله هذا الذي يصلى له،ثم يتم إلتهامه إلتهاما ؟وكان العرب آنذاك يطلق عليهم صفة الجاهلية،وهذا هو حال أمريكا اليوم التي أسهمت مع بريطانيا ومستدمرة إسرائيل،في إخراج تركيبة الخوارج الجدد إلى الوجود،بتوليفة ضمت عشرين ألف يتيم بوسني إختفوا من معسكرات إقامتهم في البوسنة عام 1992،و شركة بلاك ووترز – أكاديمي الإرتزاقية،المصنفةعلى انها شركة أمنية تعمل في مجال الإرتزاق،وتنفذ كافة الأعمال القذرة هنا وهناك،وكذلك من خريجي كهف جبل الكرمل من المستعربين والمتأسلمين اليهود الذي حفظوا القرآن الكريم ،ومعهم أيضا من غرر بهم من المتدينين العرب ، وخليط من أجهزة الإستخبارات العالمية.
في الآونة الأخيرة بتنا ننام ونصحو على مسخرة المساخر،وقد أخرجت بطريقة مكشوفة،وكأن المخرج الأمريكي،ما يزال يظن أننا نعيش في القرن الألف قبل الميلاد، وهذه المسخرة هي إنقلاب الطاولة على من حولها،وإظهار الجيش العراقي ومن معه من المليشيات المسلحة،وهم يطهرون المناطق التي تم سابقا تسليمها لداعش، من هذا الجيش ومن معه من الميليشيات،التي تظهر حاليا أنها تسجل إنتصارات ضد داعش.
ما يحدث في سوريا حاليا يشبه ما حدث في العراق ،إذ أن الجيش السوري ومن معه من قوات خاصة كورية شمالية وقوات روسية،تحرر مناطق سورية كانت سابقا من نصيب داعش،ولنا في تدمر الدليل الساطع على ذلك،ويظهر الجيش السوري بمظهر المنتصر،وأنا شخصيا لا أدري إن بقي شيء إسمه الجيش السوري لأن العلويين أنفسهم وفي معظمهم إنفضوا من حول بشار،بعد أن إكتشفوا أن لهم النعوش وله العروش كما هتفوا في مظاعراتهم ضده.
القصة التي نتحدث عنها أبعد من تزوير الحقائق،فالخوارج الجدد،فرع خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية "ISIS"،جرى توظيفة لشطب معاهدة سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا عام 1916،من جهة وبين روسيا التي خدعوها بحرمانها من حصتها المتفق عليها وهي إستانبول،وها هي روسيا حاليا تدخل على الخط بقوة لتعوض خسارتها في العام 1916 ،وتثبت وجودها ـ وتجعل من نفسها ركنا أساسيا في مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الكبير،وتكون حصتها محفوظة.
ما يجري حاليا هو تفكيك داعش الذي قام بدوره خير قيام،وأدى الخدمات المنوطه به خير أداء،ووضع منطقتنا على مذبح التقسيم الجديد،بناء على مشروع بيرنارد لويس ووثيقة كيفونيم الإسرائيلية،وها هو يستعد للإنتقال بعد تفكيكه في المنطقة، إلى منطقة آسيا الوسطى،ليكون حصان طروادة الأمريكي،أو الحصان أمام العربة الأمريكية.
منذ مدة ونحن نرقب التصريحات والتحركات الأمريكية،ومفادها أن أمريكا تعمل على نقل"عفشها "من الشرق الأوسط بعد تطويبه لمستدمرة إسرائيل،والإنتقال إلى منطقة بحر البلطيق للتعسكر هناك،من أجل مواجهة كل من روسيا والصين والهند وماليزيا .
وكما إستخدمت أمريكا تنظيم القاعدة ليكون حصان طروادة لها،يمكنها من التواجد العسكري في المناطق العربية الحساسة،من خلال تنفيذ تفجيرات إرهابية هنا وهناك ، فتطلب أمريكا من الحكام المرتهنين للقاتل الإقتصادي،إرسال قواتها للتمركز في تلك المناطق،ويصبح تواجدها مشروعا ومتفقا عليه،وربما يقوم هذا الحاكم او ذاك بطلب هذه القوات صراحة.
أما اليوم فإن هذه المهمة مناطة للخوارج الجدد الذين قاموا بنفس الدور وأنجزوا، فهم اليوم وبقدرة قادر يتمددون إلى مناطق آسيا الوسطى،وقد أعلن قبل أيام عن وصولهم إلى داغستان وقيامهم بعمليات إرهابية هناك،وهذا بطبيعة الحال،تم تمهيدا لتحرك القوات الأمريكية في تلك المنطقة،وهكذا دواليك،حيث تتمكن أمريكا من دق مساميرها الفولاذية في ذلك الإقليم ،الذي يشكل ساحة مواجهة مرتقبة وخطرة،بين أمريكا من جهة وبين كل من الصين وروسيا وماليزيا والهند.