مرّ أُسبوع من «سنوات الحزن»..
* ركبتُ «سيارة إسعاف الدفاع المدني مرّتين» خلال 7 ايام.
* الاولى، حين وقع أبي في سريره،إثر "هبوط" و"تدهور مفاجئ" في صحته فكنتُ معه في الطريق الى «مستشفى الامير حمزة».
والثانية، حين طلبتُ له "الدفاع المدني" بعد أن شككتُ بأنه في « غيبوبة» وكنتُ آخر من رافقه الى المستشفى ،وفي المرة الثانية والاخيرة كان "جثّة" هامدة.
* الأحد الماضي، تحديدا بعد الظهر، خرج أبي من المستشفى، بعد ان تحسنت حالته،وغادر غرفة « العناية الحثيثة»،وظهرت "علامات التحسّن" من خلال "صراخه علينا وعلى الاطباء"، قضينا "إخوتي وأنا" مساء جميلا معه. طلب شايا وشربنا معه.
* عقدنا العزم ان نتّفق ونجتمع وننسى اختلافاتنا من أجل « الوالد»،ووقع عليّ « الدّور» بأن أكون البادىء بالعناية به ،لقربي « المكاني» من البيت الذي يسكنه أبي (الجبيهة).
* الاثنين الماضي،كان المطر غزيرا،وامتلأت الشوارع بمياه «أواخر/ آذار»،كنتُ فوق سريره،أستعدّ للعناية به.شمّرتُ عن ساعدي كما لم أفعل من قبل،وقالت لي شقيقتي:أبوك نايم.إنتبه وانت بتنظفه».
* قمتُ بما وجب عمله،ولاحظتُ أن الرجل لا يحرّك جسمه حيث قلبتُه على جنبه الأيمن والأيسر. قالت شقيقتي:ملاحظ إنه ابوك ما بتنفّس؟
* بدأ القلق،أخذتُ اقلّد ما رأيناه في الافلام،أمسكتُ يده وتركتُها تسقط لوحدها. ووضعتُ أُّذني على « قلبه» لم أتبين « دقّات قلبه». تعللتُ بـ"جهلي" الطبي، وربما بسبب «كنزة الصوف الثقيلة التي كان أبي يرتديها».
* زاد القلق،واتصلتُ فورا بعمّي الطبيب الدكتور يونس،وقلتُ له: عمّي إلحق ابوي شكله في غيبوبة.
*جاء عمي وفحص بعناية الطبيب والشقيق الخائف على أخيه،ورفع رأسه حزينا:أبوك،ميّت!
* جاءت سيارة «الدفاع المدني»،ورافقتُه ،وحيدا الى ذات المستشفى الذي غادره لليلة واحدة.
*جاء فريق الاطباء،وقالوا:أبوك ميّت منذ 6 ساعات( كانت الساعة الواحدة ظهرا).
*بكيتُ للمرة الثانية و»نافستُ « مطر الشوارع بغزارة دموعي ونسيتُ كل شيء الاّ أبي الذي علمني» الأدب والأخلاق» ونسي أن يعلّمني « الصبر على فراقه».
* وهكذا أصبحتُ «يتيما»،فقد شاءت الأقدار أن تموت والدتي بين يديّ « يوم 28 نيسان عام 2005»،وان يلحق بها أبي بعد 11 عاما وفي يوم (28 آذار 2016 ).
لهما الرحمة.. ولنا الصبر والسلوان!
الدستور