القمة العربية رحم عاقر لا يلد ..
سامي الأخرس
27-03-2007 02:00 AM
يتوجه زعماء عرب كلاً يحمل حقيبته الخاوية سوي من الإفلاس السياسي الذي يعتبر أهم وأضخم رصيد في العالم يحمله زعماء لأمتهم التي تنتظر منهم ما أنتظرته عبر العقود السابقة ، خيبات أمل وهزائم وسقوط وانكسار .
أثبتت مؤتمرات القمة العربية إنها رحم لا يلد عاقر ، وقمم إفلاس واحتفالات سنوية تجدد احتفالها بذكري الطلاق بينها وبين شعوبها ، بل ,أضحت تمثل هاجساً وكابوساً مرعباً بما تحمله من نتائج جلها يصب ضد مصالح الأمة العربية .
فما انعقدت قمة عربية إلا وشهدت الأمة كارثة جديدة تحيط بها ، وفصل جديد من فصول الانهيار والسقوط ، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي .
وتأتي هذه القمة في ظل حالة انهيار شمولية تعيشها الأمة العربية ، حيث تعصف بها الأزمات وتلاحقها الكوارث السياسية والبيئية ، وضربها تسونا مي الموت شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً .
سأستعرض القمم العربية بعيدا عن قضية فلسطين المركزية بما أنها نالت من قرارات القمم العربية المدونة في الأرشيف العربي ، هذه القرارت التي لو تم حساب ثمن الأوراق والأحبار التي طبعت عليها لوجدنا أن ثمنها يكفي لإعداد جيش عربي قوي كان بإمكانه تحرير فلسطين منذ زمن بعيد .
أما العراق فمنذ أن أباحت اغتصابه ، وأهدرت دمائه . فإن ما ينتظره من هذه القمة إذ ما أرادت التكفير عن خطاياها ، وذنوبها بحقه ، عليها أن تكف يدها عنه وعن مقاومته ، فهو لم يعد قادراً على استيعاب انكسار آخر من احتفاليات الهزائم ، ومؤتمرات الإفلات العربي.
ومن بعيد يترقب الصومال قمته العربية في حلتها ، هذه القمم التي أباحت احتلاله مرتين الأولى عندما تركته فريسة لقوات المارينز الأمريكي التي هربت تاركة قتلاها تسحل بشوارع مقديشو ، والثانية بمباركة الاحتلال الأثيوبي الذي لا زال يجثم على صدر الصومال .
مسلسل الانكسار العربي يتواصل يوماً تلو يوم ولحظة تلو لحظة ، ولا زالت القمم العربية تصخب بأجوائها الاحتفالية التي تخيم على الطائرات الخاصة للزعماء العرب لتستعد لرحلتها الجديدة في سماء الهزيمة والخضوع .
مع القمة العربية الجديدة لا زال يحدوا شعوبنا العربية الأمل بأن يلد هذا الرحم العاقر ، والخشية أن يكون هذا المولود طفلاً مشوهاً معاقاً ذهنيا يزيد من حزن هذه الأمة ، ويضيف لها عبءً فوق أعبائها المتراكمة بحياتها .
تنعقد القمة العربية (قمة الإفلاس) لنراجع بالذاكرة القرارات التاريخية التي صدرت عن الزعماء العرب فيحضرنا الرعب والخوف من سقوط وهزيمة تلوح في الأفق ، واتجاه بوصلة الهزيمة التي لم نعد نمتلك القدرة على تحديد اتجاها في خضم الانهيار الشامل الكامل ، فمن صاحب النصيب بمراسم الاحتفال الجديدة في قاموس السقوط ؟!!
إن أرادت قمة العرب أن تكفر عن سيئاتها فعليها أن ترفع حصارها عن فلسطين ، وسيفها المشرع على رقاب العراقيين ، وكف أيديها عن لبنان ، والإفراج عن قوت الجوعي في الصومال ، والخروج من سماء السودان .....
فهل سيلد الرحم العاقر ؟!!