-1-
كان يحلم طيلة عمره بها، رسم لها ملامح خاصة في مخيلته، تحمل من الغموض أكثر بكثير الوضوح، من الصعب أن توصف، فهي «صورة» مبهمة، خليط متجانس من متناقضات تسكنه، أو هكذا يعتقد البعض، مع أنها كلها متعايشة داخله، ومتصالحة حد الوَلَه، بل حينما يغيب أحدها يشتاق له الآخرون، ويفتقده، فيها اجتمعت –أيضا- شقيقته الكبرى، أمه الثانية رحمها الله، وأمه بالطبع، وحنان والده المُفرط، وعدد لا يُحصى من القديسين والقديسات، وكثير من غبار الطلع، ولوحات رسمتها نسائم ثملة على وجه الغيم، وشقاوة نحلة تقطع آلاف الأميال بحثا عن رشفة رحيق، وهديل يمامة، أدمنت التقاط الحَب والحُب من فم «زلمتها» ووضعه في أفواه صغارها، ووقار شيخ جليل، يذكر الله كثيرا، ويبتسم متسامحا فيما يرقب حماقات حفيده الطفولية، وجبين يقطب فقط حينما يشعر أنه تسبب بجرح مشاعر سنونو، بحركة فجائية، غير مقصودة، فطار مذعورا، وكثير كثير من تفاصيل، ليس لها وصف، تشمها، تتذوقها، تلمسها، بحواسك المتعددة ما ظهر منها وما بطن، ولا تستطيع لها وصفا، كل هذا وكثير غيره، كانوا وكانت، تعيش على وفي أقانيم ثلاثة تـُـقيم فيها: المراهق العابث والطفل الشقي، والناضج الحكيم ذو النظرة الثاقبة، هكذا كانت في داخله، وكلما نظر إليها بعينيْ حُلُمه، رأى ما في داخله، وفجأة، وعلى حين غفلة من الزمان والمكان، انتبه من نومه، استجابة لنداء مبهم، فوجده قائمة فوق رأسه، تقول: أنتظرك، ومنذ تلك اللحظة، لا يعلم على اليقين، أكان يحلم فعلا، أم أنه كان يحلم أنه يحلم، أم يعيش فعلا فصول حكاية، تأبى أن تبدأ، أم بدأت وتأبى أن تنتهي!
(مقطع من فانتازيا واقعية، ربما ترويها ذات حلم، حوريات الجن، لعشاق تائهون، يبحثون عن ملاذ في جبال الأولمب!)
-2-
على مقعدين، خشبيين، كنا سنجلس عليهما، تركنا قصة قصيرة جدا، كانت ستبدأ، بكلمة: أنتظرك!
-3-
من هو الحبيب؟ هو من يستطيع أن يُعرّفك على أحلى ما فيك، لذا نحتاج غالبا، لشخص ما .. كي نعرف أنفسنا من نكون!
-4-
حوار..
- تقول غادة السمان: « من يركع فكريا ولو لمرة واحدة ينسى كيف يقف ثانية"
- فإن ركع «عاطفيا»؟!
- سيسجد!
-5-
سَأَقْسِمُ لَيْلِيَ لَيْلَيْنِ؛
لَيْلٌ لِتَأثيثِ نَوْمي،
وليْلٌ لتَأنيثِ يَوْمي!
داخل النص
على «باب الله»!!
كم تمنيت أن أستمع للنقر على ذلك الباب، كلما قصدته، كان مفتوحا!!
الدستور