اصدار كتاب قناديلُ العتمة
01-04-2016 01:19 AM
عمون - كتابٌ صدر حديثاً للأديب المبدع ( فايز محمد حميدات ) تحدّث فيه عن شخصيات أعطت للوطن بأسلوب رائع ، ولقد قيل قديماً ( إنّ من البيان لسحراً ) وهذا ما اشتمل عليه، وتوفر له هذا الكتاب من انفساح الخيال، وروعة التعبير، وصدق الإحساس فكأن كل عنوان من العناوين لوحة جميلة تحلّق في إبراز سموِّ التضحية، ونبل العطاء.
ولقد كان من حسن تأليف الكتاب أنّك إذا ما انتهيت من قراءة شخصية أو عنوان حتى يُسلمك لتقرأ عن الأخرى في شوقٍ وانجذاب. وإنّك لتحسّ بأن بين السطور موسيقى خفيّة من تناسق الكلمات وتجاذب التعابير الموحية، فهو السّهلُ الممتنع الذي إن أردت محاكاته فلا تستطيع ، فهو فيضٌ من البلاغة ، وقدرة فائقة من اكتناز الثقافة: قديمها وحديثها.
لقد أجاد الأديب فايز حميدات في إعادة ذكرى وجوه الأحبّة ووصفهم بقناديل العتمة ليكونوا منارات على دروب التضحية والفداء والعطاء، وليظلوا نماذج ناصعة تقتدى بها الأجيال.
ولو كان لي أن أقترح لطلبت أن يكون هذا الكتاب أحد كتب المطالعة في المرحلة الثانوية من مدارسنا ليطّلع الأبناء على ما قدّم الآباء ولينشؤوا خير خلف لخير سلف.
لقد كان هذا الكتاب الجزء الأول ( وجوه الأحبة .. قناديل العتمة ) مما يدل على أن في الطريق جزءاً ثانياً سيكون مكسباً للأدب العربي من قلم فايز حميدات السيّال ، ومن أسلوبه الشائق الفائق في إيقاظ الذكريات، وإعادة وجوه الأحبة من ماضيها المعطر بأريج العطاء وسموق الإنجاز إلى حاضر مزهوٍّ بها مفتخر بأولويتها وتقدمها ومضيء بتضحياتها، فيظل ينشد أهازيج العز والفخار.
وما أجمل ما ختم به المؤلف كتابه إذ يقول:
( وحتى تبقى ذاكرة الدوالي تعرش بقطوف البطولات ، ولكي يجد مناف وأكثم ومؤمن ومحمد وندين وأقرانهم قصصاً نديّة ينشرها الفجر على أكتاف الليل . ولكي نؤنث الذاكرة بما يليق بالبترا الجديدة التي نهض الأردنيون لبنائها فقد ألهبت مشاعري بنار شوقهم ، وأوقدت قناديلي بزيت عزائمهم وأتيت أحمل حكاياتي ، وأطرق أبواب النسيان وأحرس ذاكرة الوطن لكي لا يمسّها الصدأ، ولا يعتريها الذبول فأنا حارس الذكريات الجميلة .. وكهف الحكايات العتيقة ومطر الأيام القادمة).
كتب: عبدالمجيد مهدي النسعة