المرأة الأردنية .. أين وصلت اليوم ؟!
د . ردينة بطارسة
23-07-2008 03:00 AM
قالوا المرأة قنديل الكون وريحانة العمر وهي الميناء الأول للعمر والشعر والميناء الأخير وما بينهما, وقالوا أيضا حين يتكلم الرجل نسمع نصف الحكاية ويبقى النصف الآخر مبتور ما لم ترويه المرأة. ونحن في المجتمع الأردني ,الذي وصف منذ القدم كغيره من المجتمعات الشرقية بالعشائرية والذكورية
بالرغم من إقرار أفراده بأهمية المرأة على اعتبارها أنها نصف المجتمع , ولكنني شخصيا أقول بان المرأة هي كل المجتمع , فخلال العقد الأخير بدأت المرأة الأردنية تأخذ مكانتها على خريطة الحياة العامة , فاقتربت أكثر من مراكز صنع القرار فهناك الوزيرة والمحافظ والقاضية والنائب والعين وحتى شرطية السير وغيرها من المراكز التي كانت حكرا على الرجال مئات السنين ,فللمرأة الأردنية خصوصية استأثرت بها دون غيرها والمطلع على واقع التطور والتغير الذي حدث لها لا يخفاه السبب وراء من ذلك , والذي برأيي يتلخص بمصطلح أحببت أن أسميه بركات الهاشميين , فالدعم المتواصل من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه وصاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة للأردنيات في جميع الميادين والطلب من الحكومات المتتالية بضرورة تمكين المرأة وإيصالها إلى أماكن صنع القرار هو مصدر فخر واعتزاز لكل الأردنيات بهذه القيادة الفذة , ذات الرؤية الثاقبة والحكيمة والتي ضربت مثالا للعالم اجمع , فكانت القدرات الكبيرة للأردنيات في القيادة والإبداع والنجاحات المتتالية للمرأة الأردنية أينما وجدت حافزا قويا للقيادة للوقوف إلى جانبها حتى تبدع أكثر وتنجح أكثر وتأخذ دورها في المسيرة الواعدة للمجتمع, ولكن ليس بمعزل عن شريكها الرجل الأب والزوج والأخ والزميل وهنا أود أن أؤكد على الحقيقة التي لا فصال فيها بان المرأة لا يمكن أن تنجح وحدها مهما امتلكت من قدرات وأقول لأؤلائك المنادين بحرية المرأة وحقوق المرأة واستقلاليتها برأيي أنتم أعداء المرأة , فالحياة منذ بدء الخليقة قامت على الشراكة بين الرجل والمرأة , فهو يمدها بالقوة والدعم والمساندة وهي تمده بالحب والحنان فالمرأة جوهرة ثمينة تحتاج إلى من يحميها ويحافظ عليها حتى لا تفقد بريقها فيكون لها حصنها المنيع فهما متكاتفان من اجل بناء أسرة قوية صالحة ومن ثم مجتمع قوي وصالح.
وقد وصلت المرأة الأردنية ثقافتا وعلما إلى أعلى المستويات فنجد أن نسبة المتعلمات في الأردن من الجامعيات من أعلى النسب على مستوى الوطن العربي وان عدد حاملات الدرجات العلمية العليا بازدياد مستمر فالمجتمع الأردني ضرب مثلا لكل مجتمعات العالم بتنبهه المبكر لأهمية تعليم المرأة , لان المرأة المتعلمة تنتج أبناء متعلمين من ثم يصبح المجتمع كله بعيدا عن شبح الأمية القاتل ,وهاهي جلالة الملكة رانيا المعظمة تقف على أحوال المرأة في الريف قبل المدينة لتراها في تقدم وتطور دائمين لتصبح المرأة الأردنية صاحبة الانجاز والحضور داخل أسرتها ومجتمعها مظهرة إبداعات غير مسبوقة ,مستقية دروسا من جلالتها وصولا الى الإقليمية والدولية, وهنا نؤكد أن لولا الدعم والمساندة من القيادة الهاشمية الفذة لمل كان للمرأة الأردنية أن تحقق ما حققت اليوم ,فهنيئا لنا جميعا بملك وملكة أحبونا حتى النخاع نفاخر بهما العالم أجمع .
ولنعمل يدا بيد
على دفن شعار ردده الرجال والنساء على حد سواء خلال الانتخابات النيابية والبلدية الماضية (المرأة لا تنتخب المرأة ) لنثبت لهم ولأنفسنا بأننا ندعم من يستحق بغض النظر من يكون,واردد وراء القائل مهما اشتدت الرياح تبقى المرأة كالعشب الأخضر لا تقلع ولكن تنحني أمام النسيم .