أجرت دائرة الأرصاد الجوية بالتعاون مع خبراء تايلنديين أول تجربة استمطار في المملكة بعد دراسة الظروف الجوية الملائمة من انخفاض علو الغيوم وسرعة الرياح والرطوبة ، وبالفعل قامت طائرة من سلاح الجو الملكي بحمل الخبراء وأكياس «الجليد الجاف» وكلوريد الكالسيوم وملح الطعام واليوريا ونثرها فوق الغيوم ، علّ هذه الخلطة السحرية تقوم باستدرار عواطف الغيوم المارة «خارج ساعات العمل» على الإمطار وانهمار الغيث من عيونها السماوية...
جميلة الفكرة ، وان شرخت رومانسية انتظار المطر وطقوس استقباله ، هي تشبه الى حد بعيد..قيام التنفيذ القضائي بجلب الولد لزيارة أمه عنوة وبالقانون...لا هي تلمس الشوق ولا هو مجذوب إلى الحنان..الأرض والمطر كذلك..ينزل عنوة وبسلاح الطيران خوفا وإجبارا لا حبّاً ولا شوقاً...
* * *
قلت إن الفكرة جميلة ، لأنه بإمكاننا أن نعممها على أشياء أخرى ، كأن نقوم مع خبراء يابانيين بإجراء أول عملية «استفكار» في المملكة ، بعد دراسة الظروف الملائمة ، من انخفاض الأفكار في أدمغة بعض المسؤولين وتباطؤ سرعة الإصلاح وقياس منسوب النزاهة ، نقوم بإرسال طائرة صغيرة بدون طيار لنثر أكياس من «العمل الجاد» وكلوريد «الوطنية» والصالح العام والإبداع، ونثرها فوق أدمغتهم الملبّدة بالبيروقراطية والفئوية والمحسوبية والقبلية ، علّ هذه الخلطة السحرية تقوم باستدار عواطفهم الوطنية والعمل لأجل هذا البلد فقط.. نريد أن يسيل المال كله هناك إلى سدود الخزينة...
السماء أمٌ قريبة ، ليست بحاجة الى طائرة لتقنعها بضرورة إرضاع طفلتها الأرض في موعدها...هي تعرف المواعيد ، والوجبات «بالمليلتر»...من يحتاج إلى استمطار حقيقي ضمائرنا» الهائمة في فضاء «الأنا» ، حيث استحالت إلى زوابع تقتلع كل شيء وتبتلع أي شيء..
الرأي