المتظاهرون الاسلاميون يرفضون فض اعتصامهم في اسلام اباد
30-03-2016 10:29 PM
عمون - رفض آلاف المتظاهرين الاسلاميين الذين يعتصمون امام مقر الرئاسة في اسلام اباد الاربعاء فض تجمعهم، مؤكدين انهم "مستعدون للموت" بينما تستعد قوات الامن الباكستانية لاجلائهم بعد انتهاء مهلة حددتها لهم.
ويشل المتظاهرون منذ ايام جادة الدستور المؤدية الى المؤسسات السياسية الرئيسية في البلاد. وقد وعدوا بالبقاء فيها حتى تتم تلبية مطالبهم وبينها خصوصا اعدام مسيحية متهمة بالتجديف وتدعى آسيا بيبي.
تأتي هذه المواجهة بعد اعتداء استهدف مسيحيين في لاهور واسفر عن سقوط اكثر من سبعين قتيلا في حديقة في عيد الفصح في مدينة لاهور.
وبدأت التعبئة الاحد في مدينة راولبندي المجاورة، بمشاركة عدد قد يصل الى 25 الف شخص في تجمع في ذكرى ممتاز قادري الاسلامي الذي اعدم شنقا في شباط/فبراير 2011 لاغتياله حاكم ولاية البنجاب الذي كان يدعم تعديل القانون المتعلق بمعاقبة التجديف.
وسار آلاف المتظاهرين بعد ذلك وهم يرشقون الحجارة ووصلوا الى العاصمة بعد ظهر الاحد ثم اعتصموا في جادة الدستور التي تؤدي الى البرلمان والرئاسة ومقر الحكومة الباكستانية.
وما زال آلاف المتظاهرين ظهر الاربعاء متجمعين في ساحة مقابل الرئاسة وهم يرددون هتافات دينية.
وتجري مفاوضات جديدة بين السلطات وممثلي المتظاهرين. وقال ضابط في الشرطة طالبا عدم كشف هويته ان "المفاوضات يمكن ان تستمر حتى الثالثة او الرابعة بعد الظهر (10,00 او 11,00 ت غ). اذا فشلت يمكن ان نقوم باجلاء المحتجين حوالى السادسة مساء".
- اقليات قلقة -
وكانت الحكومة امهلت المتظاهرين اولا حتى مساء الثلاثاء ليرحلوا وانتهى الانذار وارجىء الى صباح الاربعاء. وقال وزير الداخلية شودري نزار علي خان "اذا لم يتفرق المتظاهرون بشكل سلمي ليلا فسنجبرهم على الرحيل في الصباح".
وذكر مصدر في الشرطة ان اكثر من اربعة آلاف من افراد قوات الامن انتشروا في المكان واكثر من الفين منهم مستعدون للانتشار اذا لم يتعاون المتظاهرون مع السلطات التي تتهمهم "بعرقلة جهود الحكومة لمكافحة الارهاب".
وتم نشر عسكريين امام المباني الحكومية القريبة من التظاهرة.
والتزم المتظاهرون الهدوء صباح الاربعاء بينما اكد قادتهم انهم يجرون محادثات مع الحكومة. وقال احدهم ارشاد آصف جلالي "لن نغادر المكان قبل تلبية مطالبنا العشرة".
واضاف ان "انصارنا مستعدون للموت. اذا شنت الحكومة عملية فلن يهربوا لكنهم سيواجهون الرصاص".
ويطالب انصار قادري خصوصا باعتباره "شهيدا" وبشنق المسيحية آسيا بيبي وتطبيق الشريعة الاسلامية بشكل صارم. لكن الحكومة رفضت مطالبهم حتى الآن.
وتحول اعدام قادري الذي اعتبره خبراء "منعطفا" في مكافحة التطرف في باكستان نقطة خلاف بين السلطة والشرائح الاكثر تطرفا في هذا البلد المحافظ.
وشارك عشرات الآلاف من الاشخاص في تشييعه في نهاية شباط/فبراير، في استعراض قوة للمتطرفين اثار قلق المعتدلين.
وتتزامن الدعوات الى اعدام آسيا بيبي مع هجوم عيد الفصح في لاهور الذي عزز شعور المسيحيين بعدم الامان في هذا البلد.
وقال الناطق باسم لجنة الدفاع عن الاقليات شمعون جيل "انه شعور بالم كبير وحزن وخوف". واضاف ان الاعتداء في حديقة لاهور يعطي الانطباع بانه "لا مكان آمن" لهم بينما الحشد المتجمع في اسلام اباد "خطير".
وتابع "انهم يشكلون تهديدا جديا لآسيا بيبي (...) وقد تمتثل الحكومة لضغوطهم حول هذه النقطة".
حكم على هذه المسيحية الام لخمسة اولاد في 2010 بالاعدام بعد ادانتها بالتجديف في مشاجرة عادية مع جارات مسلمات. وقد اصبحت رمزا للجدل حول القانون المتعلق بالتجديف.
واثارت قضيتها اهتمام عدد من القادة الغربيين بمن فيهم البابا فرنسيس.
وحاليا هناك 17 محكوما بالاعدام ادينوا بالتجديف، لكن العقوبة لم تنفذ في اي منهم حتى الآن.