المبادرة العربية في الرياض دون شطب .. اجماع واعادة ترويج
غاده عناب
27-03-2007 02:00 AM
كشف ضباب تحركات الساعات الاخيرة .. عشية انعقاد القمة العربية العادية التاسعة عشرة في
الرياض ، عن موافقة عربية جامعة ، وترحيب ربع الرأي العام الفلسطيني ــ وفق استطلاعات
ــ على فحوى النسخة الاصلية للمبادرة التي اطلقتها السعودية في قمة بيروت 2002 ، والتي
رفضتها اسرائيل " آنذاك " قبل ان يجف مداد كلماتها .ببساطة ووضوح .. تحمل بنود تلك المبادرة ــ التي اثارت زوبعة انقسام عربي ، في وقتها
ــ عودة اسرائيل الى حدود الخامس من حزيران واعادة الاراضي العربية التي احتلتها آبان
حرب الايام الستة , اضافة لتصديها لمسألة عودة اللاجئين الفلسطينين بأسلوب يقبل كل
السيناريوهات ، من خلال فقرة تدعو الى مفاوضات لحل مشكلة اللجوء ــ المعضلة الاصعب في
مفاوضات الحل النهائي ــ اذ لم ترد جملة ( ضرورة عودة اللاجئين ) .
وهكذا .. بددت تصريحات بعض الزعماء العرب ــ خصوصا الرباعية العربية ــ دخان الشك
والتخوف من ان تسفر تحركات الدكتورة رايس المكوكية .. وما يتبعها من لقاءات الضغط
المدفوعة بالرغبات الاسرائيلية ، عن شطب احد تلك البنود ، في حين دأبت الوزيرة
الامريكية على نفيها الموارب في ان تكون قد طلبت اجراء اية تعديلات من شأنها ان تقرب
المسافة بين العرب واسرائيل .
خمسة اعوام مضت .. على طرح المبادرة ــ التي لم يتكلف العرب تسجيلها في الامم المتحدة
ولو على شكل اعلان مبادئ ــ والسؤال الذي يفترض ان يكون منطقيا ، لماذا الان ( ! ) كل
هذا الحماس المفاجئ بعد انقضاء ستين شهرا على حفل اطلاقها (...) تخللتها احتلال العراق
وغرقه في مستنقع التطرف والفوضى " الخلاقة ".
يبدو ان الظرف الاقليمي متناهي العقد العصية .. وسياط الشهورالوشيكة على انتخابات
الرئاسة الامريكية ، ومعاناة الرئيس بوش من الكونغرس الديمقراطي ومراوحة شعبية دون
الثلاثين بالمائة ، فضلا عن حكومة اولمرت التي تعجزحاليا عن تعبيد شارع ، يجعل من تلك
المبادرة بنسختها الاصلية " اللعبة الوحيدة في المدينة " .
تحقق الرياض نقطة اخرى بادراج مبادرة خادم الحرمين كحد اعلى لاتفاق الدول العربية ، بعد
النقاط التي سجلتها بأتفاق مكة وحقنها للدماء الفلسطينية ، واخضاع حجري الرحى ــ فتح
وحماس ــ لجادة الصواب باعتماد مبدأ الترغيب (...) ، كما يحسب لها تخليها اخيرا عن
دبلوماسية الانفاق السرية ، واضطلاعها بدوها كمركز ثقل عربي ــ اقتصادي ، واسلامي ..
لاسيما وانها تنوء بشكل مباشر بالملفين الفلسطيني واللبناني ، اضافة الى امتلاكها
اوراقا حاسمة في الملف العراقي ، اذ من المؤكد انها ستكون اللاعب الرئيسي في المدة
المنظورة القادمة ، خصوصا وان مصرتراجعت عن دورها في المحيط العربي
البريد الالكتروني
gadaennab@yahoo.com
الكاتبة صحفية في الرأي