كثيرة هي المنتديات والمراكز التي تهتم بتنمية الفكر العربي، وتطويره. ندوات ومناقشات عدة تعقد لطرح القضايا التي تهم الفكرالعربي، الا ان ما يلفت النظر في جميع المؤسسات المسؤولة عن ذلك أن الشحصيات التي تواظب على التردد وحضور الندوات والأنشطة التي يتم عقدها في غالبيتها العظمى من كبار السن ، ونادر وجود العنصر الشبابي الا اذا كان هناك له وظيفة معينة في المكان.
والسؤال الذي يتبادر الى ذهني ما رأي الشباب في قضايا الفكر العربي، وأين هم من الندوات التي تعقد، ما الذي يعجبهم وما الذي لا يعجبهم، ولما ليس هناك مجال لإجتماع اجيال من اعمار مختلفة وفئات عمرية مختلفة لتبادل الاراء. الا يحتاج الفكر العربي الى حيوية الشباب وأفكارهم، ولما يتشكل بعيداً عنهم.
فجوة عميقة بين كبار السن وبين الشباب ، ما زالت تزيد عمقاً. الفكر العربي كبير ناضج ابيض الشعر وبعيد عن الشباب.
لا نريد للفكر العربي أن يهرم.نريد فكرا عربيا شابا حيويا يتفاعل بطاقة الشباب وافكارهم واحساسهم وحيويتهم. لا نريد لمنتديات الفكر والثقافة أن تكون مكانا لتسلية المتقاعدين وكبار السن فقط ، نريد لحكمتهم أن تمتزج وتنصهر في الشباب. أن أي مؤسسة فكر لابد أن تُجبر على وجود عدد من الشباب ضمن الاعضاء الفعليين عند تشكيل مجالسها. أن حكمة الكبار وخبرتهم، وحيوية الشباب وافكارهم يجب أن تلتقي لتطوير شيء جديد للأجيال المقبلة، وألا سيبقى الشباب في معزل عن كثير من القضايا ، وسيبقى الفكر العربي هرم يدور في أفق بعيد عن واقع الحياة.
هل تساءلنا يوماً ما الذي يعجب الشباب ، ماذا يحبون، ما الذي يريدون سماعه ومناقشته!
ما يحدث فعلياً أن كل ما يتعلق في الشباب من فعاليات بعيدة، ومعظمها لا تُشهر كما يجب، هناك عدد هائل من المبادرات الشبابية التي نسمع عنها، وبعد فترة قصيرة من الزمن تختفي، لقد زاد عدد المبادرات مؤخرا حتى اصبحت المبادرات موضة لا استراتيجية عمل لتنشيط فكرة ما.
وفي نفس الأطار علينا التساؤل هل نعلم الشباب في انظمتنا التعليمية كيف يمكن أن يعبروا عن ارائهم ، هل نعلمهم فن الحوار والنقاش والتعبير عما يدور في اذهانهم، هل نعلمهم كيفية قراءة افكار الأخرين، هل علمناهم كيفية التخلص من الاحباط، هل علمناهم كيفية ترتيب افكارهم قبل النطق بها، هل أشعرناهم بأهميتهم في الحياة ، ودورهم في تشكيل الرأي بمنطقية. اذا كانت الاجابة، لا.
أذاً نحن امام انظمة تعليمية تحتاج الى الكثير من الإصلاح، وإعادة التفكير، فما فائدة المناهج التي تحشو معلومات، ولا تشكل شخصية، ولا تطور القدرة على التعبير عن الرأي.
لابد للفئات العمرية المختلفة أن تعمل بتكامل وتعاون وتفاعل. ان أكثر ما يبعث الرضا في مدائن الروح أن نجد طريقة لتقريب الفكر العربي من الشباب وجعله يتشكل من احلامهم ويبنى على طموحاتهم، ويرتكز على جبال ثقتهم به. فلندع الشباب يتكلم ولنسمع منهم أصدق الكلمات. دعونا لا نتُركهم بعيداً والا تحول فكرنا العربي لصرخات لا يسمعها سوى الجدران.
ان كل شاب أو فتاة بداخله طاقة روحية انسانية، وفكر حديث ابداعي حيوي ومختلف. فلندن منهم لاكتشاف كل ذلك، ولنعلمهم شيئا يستحق المعرفة ولنتعلم منهم.
الرأي