الى شهيدة الوجد دلال المغربي
عارف البطوش
22-07-2008 03:00 AM
خوفاً يا دلال عليك
من مالحات الموج
وداكنات العمق
ورصاص خلف الأزرق الممتد منتظر
سأحمل البحر
كل البحر اليك
فإن أبحرتي أبحرتي
وإن لم تبحر ….. هو البحر إليك
وعرفتك ستبحرين
لذا أقمنا من خشب الورد زورقك
ورفعنا الأكف شراعاً
تجلب الريح حيث وجهتك
هل تذكرين؟
حين مددت اليك بوصلة
من ذات الصواري خبئتها
فرفضت باسمة ، وقلت :
وهل في الكون بوصلة إلا فلسطين ؟
رافقتك النوارس
وكان العمر فجراً
حين توسطت المتوسط
ما عشعش الخوف بقلبك
و لا قلب الرفاق
ولكن قلبك كان حزين
خافق بين أضلعك
و الصدى يافا
ثم دمعة ، ثم بدأت تتذكرين
قبيا ،كفر قاسم ، و صفين
حروب الخزي التي إنتهت سلفاً
و رصاص بعناه قبل أن نشتري
ودفتر من نسيم الصبا
خبأته بيروت لك
وأغان لم تننته ، وحنين
وحشائش بين حجارات البيت نمت
وشجيرة غرست على عجل
كنت صغيرة تقلمين
وخريطة عودتك ليافا
لا خريطة الطريق
كنت على جدران الجيران ترسمين
مهيبة يا دلال أنت
فيلق ، بل قل أمة
من عتمة الليل تطلعين
يهابك بحر و بر وجو
كأنك ولكن هذي المرة
من البحر عاد صلاح الدين
وعاد علي
وعاد حسين
بعين الحر أبصرت الساحل الذي
كم به حلمت
وكم من رسائل العشق
كنت له تكتبين
فأرسلت سهام العشق والموت معاً
وحصدتي من فصائل الخصي
ما قدر الله لك أن تحصدين
ما كنت يادلال
حزباً و لا أيران ولا يسار و لا يمين
فأنا أعرف.... و أنت تعرفين
بأنك كنت حجار سجيل
على كل أبرهة تهطلين
يا شهيدة الوجد
يا ابنة العشرين
قتلوك ميتة
وكان نعل حذائك سقف رؤوسهم
صحيح لم تدرك
عصفورك الدوري في يافا
لكنك رغم ألف أنف
أدركتي فلسطين