حصل الأردن من البنك الدولي على قرض ميسر بقيمة 100 مليون دولار ويعمل مع البنك على قرض سياسة تنمية ثان ميسر بقيمة 250 مليون دولار وعلى برنامج تنفيذ مؤتمر لندن بقيمة 300-400 مليون دولار وهي قروض ميسرة أيضا !.
القرض ميسرا كان أم غير ميسر بأصله وكلفة خدمته سواء كانت بسعر فائدة تعادل صفرا أو بأسعار السوق , هو دين يضاف الى المديونية ويسهم في تسمينها .
البنك الدولي قدم القرض بإعتباره ميزة لم تمنح الا للأردن وهو قد خرج بذلك عن مألوف سياساته وخرق تابوهات إلتزم بها منذ تأسيسه , وعلى الأردن أن يكون ممتنا .
في مواجهة الأوضاع الشائكة للإقتصاد الأردني بسبب اللجوء السوري وظروف المنطقة المعقدة والحصار الذي تعانيه تجارته هب المجتمع الدولي للنجدة ولكن بالإقراض !!.
هل هو هذا فقط ما كان ينتظره الأردن من المجتمع الدولي , قروضاً إضافية , بإمكان الأردن الحصول عليها من السوق بغض النظر عن أسعار الفائدة وبدعم من تصنيفه الإئتماني وقدرته على السداد وشهادات حسن السلوك من صندوق النقد الدولي .
في بيانات وزارة المالية التي نشرتها مؤخرا , بلغ إجمالي الدين العام بنهاية السنة المالية 2015 24.87 مليار دينار بنسبة 7ر91 % من الناتج المحلي الإجمالي المقـدر للعام الماضي، مقابـل ما نسبته 1ر89 % من الناتج لعام 2014، مديونية شركة الكهرباء الوطنيـة وسلطة المياه منه تشكل نحو 7ر6 مليار دينار.
.إذا كان برنامج التصحيح الاقتصادي و مدته 3 سنوات قد جاء لمعالجة خسائر شركة الكهرباء الوطنية التي شكلت نحو 7ر6% من الناتج المحلي الإجمالي لم ينجح في خفض الدين العام الذي زاد بنسبة كبيرة،خلال فترة البرنامج وهو مرشح لأن يتصاعد , فماذا يخبئ الصندوق في جعبته من نصائح للحكومة خلال البرنامج الجديد ؟.
صحيح أن بعض أسباب إرتفاع المديونية كان مبررا مثل خسائر وديون شركة الكهرباء الوطنية التي باستبعاد تمويلها بالقروض سينخفض الدين إلى 63 % من الناتج المحلي بنسبة 5ر16 نقطة مئوية لكن الصحيح أيضا هو أن جزءا كبيرا من الدين العام ترتب من تمويل إحتياجات الأردن في مواجهة الأوضاع الضاغطة التي وجد نفسه في منتصفها بفضل الجغرافيا والصحيح أيضا أن المجتمع الدولي الذي هب لمساندة الأردن لم يدفع قرشا واحدا بالمجان بل زاد من أعباء الإقتصاد الهش بالدين الذي يوجب السداد حتى لو كان ميسرا .
للتخفيف من الأعباء التي ترتبها هذه القروض تستعمل المؤسسات الدولية كلاشيهات تجميلية مثل قروض ميسرة سعر فائدة صفر وتمويل برامج تنموية لذر الرماد في العيون .
الراي