في المركز الثقافي الملكي!
خالد فخيدة
22-07-2008 03:00 AM
في حلقات النقاش والتقييم لواقع المسرح الأردني تتعدد الشماعات التي تعلق عليها أسباب فشل هذا الفن في الامتداد بين الناس رغم توفر المكان والمبدعين في هذا المجال.فهذا الفن الذي عادت إليه الروح في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة سرعان ما خبا نجمه لأسباب، صحيح أن منها مادية ولكن الرئيسية فيها تعود إلى الثقافة الأردنية التي لم تجد طوال العقود الماضية خطوط الاتصال الدائمة مع المسرح ليكون جزءا منها.
ولان انتشار المسرح في العرف الثقافي العالمي دلالة من دلالات تطور الشعوب وتقدمها، فان تتحرك إدارة المركز الثقافي الملكي باتجاه المواطن لجذبه الى عروض مسرحية منوعة في سبيل تنميه الثقافة العامة في هذا الفن لديه، مبادرة تسجل لأصحابها.
وإضافة الى ما حققته هذه المبادرة التي رصدت لها ميزانية سنوية قدرها 30 ألف دينار، بإعادة الوصل بين المواطن والمركز الثقافي الملكي، احد العناوين الكبرى لمكتنزه الثقافي، فان المضامين المسرحية المعروضة من شأنها تعزيز ثقة المواطن بنجاح التجربة الديمقراطية التي يفترض أن تكون مرتكزاتها أساس إدارته لحياته اليومية الأسرية والمعيشية والعملية.
قد تكون الأولويات المالية للمواطن الأردني سببا في عزوفه عن المسرح، وقد تكون الدعوة المجانية سببا في امتلاء مدرجات المسرح الرئيسي في المركز مساء كل خميس لمتابعة عرض \"زعل وخضرة fm الكوميدي\" وبالأطفال يوم الأربعاء لمتابعة عرض مسرحي خاص بهم. ولكن المهم في هذه المبادرة أن اجتماع عناصر نجاح المسرح في المركز الثقافي الملكي يؤسس لثقافة، قد يصبح الحرص على حضور عرض مسرحي أولوية عند أصحابها، على كماليات، هي الآن أولوية بحكم الفراغ.
أن ينافس المسرح الأردني دور السينما في الحضور والإيراد ممكن، ولكن بشرط أن ترى مثل هذه المبادرات الفردية الرعاية والاهتمام لتصبح برامج واجب تنفيذها على أجندة الحكومة.
الكاتب رئيس تحرير الحقيقة الدولية