يروى انه كان في إحدى البلدات الصغيرة شرطي اسمه أبو تريك وكان الشرطي الوحيد في القرية الذي يعرف سكانها وبيوتها، كان طويل القامة ضخم الجسد يقود دراجته التي تظهره عملاقا ويقوم بتبليغ المواطنين أوامر قائد نقطة الشرطة واحضارهم وجلبهم وحتى سجنهم .
فكان ابو تريك اذا مر من احد شوارع البلدة يدب الخوف في قلوب السكان المجاورين خوفا من ان يكون قد جاء لطلب احدهم وكانت زيارة الشرطة في تلك الايام تعني الكثير للمواطنين من الانتظار امام غرفة قائد النقطة لساعات وقد ينتهي هذا الانتظار بالتوقيف بالنظارة المطلة على الشارع العام فيراه كل اهل القرية وقد تصل الى الضرب والتعليق.
وكان المواطنون اذا تعرض أي منهم للأذى من أي مواطن يناشد الشرطي ابو تريك من اجل حل مشكلته سواء بإرهاب ذاك المواطن او بتحريض الشرطة عليه.
تذكرت الشرطي ابو تريك وانا استمع كل صباح من السابعة والنصف وحتى العاشرة الى برنامج مع الوكيل او بصراحة مع محمد الوكيل واسمع ضحكاته بل قهقهته التي صار يعرفها كل المواطنين.
فمحمد الوكيل او كما يحب المواطن تسميته (ابو هيثم) صار مثل ابو تريك ولكن بدل من ان يكون شرطي القرية صار شرطي المملكة فكل من تواجهه مشكلة يتوجه الى عمان اف ام او فن اف ام والاتصال ببرنامج محمد الوكيل.
فنجد مواطن يشتكي على البلدية لانها لا تفتح الشوارع ومواطن اخر يشتكي على نفس البلدية لانها فتحت شارع في ارضه ومواطن ثان يشتكي على وزارة الصحة لنقص بالعلاج وثالث على التربية لعدم وجود معلمين بالمدارس، والعريس يشتكي لمحمد الوكيل لان اهل الفتاة التي يرغب بالزواج منها زادوا قيمة الذهب قليلا والذهب غال والنساء يشتكين من ارتفاع اسعار الدجاج ( وبدهن من محمد الوكيل يرجع انفلونزا الطيور او انفلونزا الخرفان) والام تشتكي لان ابنها لم يحضر لها هدية بناسبة عيد الام وام الهيثم تشتكي لان زوجها محمد الوكيل يحكي ويضحك بعفوية مع مذيعات محطة اف ام.
صار محمد الوكيل شرطي المملكة في ظل تقاعس الكثيرين من تحمل مسؤولياتهم وانا اشتكي للسيد محمد الوكيل من الزميلين في "عمون" سمير الحياري وباسل العكور لانهما رفضا نشر مقالتي التي تحمل عنوان العشاء الاخير دولة الرئيس....
royaalbassam@yahoo.com