في سابقة نادرة لا تحدث الا في برلماناتنا العربية، اختراع عظيم لبرلماني اردني، حيث تمكن من صنع طائرة ورقية، أثناء مناقشة البرلمان، لمشروع قانون هيئة النزاهة ومكافحة الفساد الثلاثاء الماضي..
ثمة اعتقاد لدى النائب العبقري، ان مهمة صنع طائرة ورقية اهم من مهمة التشريع، لان "البكيمون" هو وزملاؤه يعرفون الطريقة والآلية الشعبية التي اتت بهم الى المجلس والتي ستجدد لهم ايضا ..
وكاد النائب – إياه -، أن يفقد عقله، عندما ابلغه بلطف أحد موظفي المجلس ان رئيس المجلس عاطف الطراونة ينوي إقامة حفل كبير على مستوى الدولة وعلى شرف النائب لاختراعه الكبير ، وانه تم توجيه دعوات الى زعماء في العالم وكبريات الشركات العالمية خصوصا رولس رايس من اجل الاستفادة من خدمات البرلماني الاردني في صناعة الطائرات ..
اثر ذلك أصيب الناخبون بحالة من الذهول والصدمة لعدم حاجة النائب لواسطة أو رشاوى أو لمسؤول ترتبط معه بالرضاعة على الاقل، لنيل تلك المنزلة الرفيعة!..
ولكن لدى النائب مخاوف من سرقة انجازه من قبل اخرين قبل تسجيله باسمه، وتجدر الاشارة إلى انه لا يريد اي مردود مادي جراء انجازه الذي سيهديه للاردنيين من شتى المنابت والاصول ..
وسيتم تعميم الاختراع على كافة مؤسسات الدولة وتخصيص جائرة لكل اختراع عظيم يتم انجازه من قبل النواب او المسؤولين العاملين والمتقاعدين.
نذّكر أن البرلمان هو واحد من أكبر مؤسسات البلاد التي تقدم خدماتها لكافة المواطنين على المستوى التشريعي والرقابي والخبراتي للمواطنين من شتى الأصول والمنابت والأعمار والتوجهات السياسية.
واستهجن مسؤولون كبار عدم منحهم "لقب"، وان عديدين قدموا انجازات في الحفاظ على المال العام ومكافحة الفساد والرشوة والمحسوبية، ولم يحصلوا على جوائز، لا تقل اهمية، ولكنهم واعتبروه مجرد اجتهاد.
وثمة اعتقاد؛ أن انتشار خبر الاختراع سيؤدي إلى عودة شركات الاستثمار الكبرى الى الاردن وربما عودة العقول الاردنية الى البلاد وكذلك انحسار هجرة العقول، وربما يخفض معدّلات البطالة المقنّعة وارتفاع معدّلات الانتاج وزيادة رواتب الموظفين ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين على الملأ وامام الناس ..
يبدو أن ما جرى كان حالة تجلٍّ استثنائية أحدثتها الديمقراطية والحرية والنزاهة والشفافية والمطالعة والقراءة وسهر الليالي المكثف واحترام خيارات الناخبين على مستوى البلاد.
الانباط