.. في الكرملين وضع الاميركيون والروس الأزمة السورية على الطاولة،.. وكان الى جانبها ازمة اوكرانيا. ولم يلتفت احد الى الشركاء في المنطقة. فمنذ ان صدر قرار مجلس الامن 2254 والامر اصبح اكثر وضوحاً: فقد صادرت القوتان ادوار السوريين، والايرانيين، والأتراك.
حين قرر الرئيس كنيدي فرض حصار على كوبا حتى يفكك الاتحاد السوفياتي كل صواريخه في الجزيرة، تصوّر العالم انه مقبل على صدام عسكري.. وربما نووي، لكن كنيدي وخروتشوف كانا اذكى من التصورات: فقرر الروس سحب صواريخهم، وبالمقابل فقد قرر الاميركان سحب صواريخ مماثلة من تركيا.. لكن بصمت.
حين قلنا قبل اسبوعين ان الحل السوري جاهز وبقيت التفصيلات، لم نكن نتنبأ. وامس اخذ ديمستورا كلمة السر، فاعلنها في 12 مادة لم يجرؤ احد الاعتراض عليها. واهم هذه النقاط هي «المرحلة الانتقالية» التي تنص على النقاط التي وردت في قرار 2254 واهمها الانتقال السياسي «بجسم حاكم» له كامل الصلاحيات، يتولى وضع دستور جديد واعادة بناء الجيش السوري, والكلمة معناها العملي وضع الجيش في يد هذا الجسم الذي سيعيد الى الجيش صفته السورية, وستتولى قيادته جماعة تؤمن بالدولة المدنية. وضمان قيام دولة ديمقراطية غير طائفية. وبدل الانتخابات التي اعلنها الاسد في 13 نسيان, دعا ديمستورا الى استئناف المفاوضات في التاسع منه: سوريون مقابل سوريين..
لقد صار واضحاً ان نظام الاسد صار خارج الحل تماماً مثل داعش والنصرة, واذا كانت المعارضة ووفدها ما زالوا ينتظرون نتائج مفاوضات الروس والاميركيين فهم يريدون اللعب على المكشوف وهذه ليست صفات القوى الكبرى حين تأخذ قراراتها. وما على المعارضة (والنظام) سوى قراءة شفاه ديمستورا...
ونقول: حين تفشل الشعوب في حل قضاياها المصيرية, ويتدخل الجيران فيها.. ثم تنتقل الى القوى الكبرى. فمعنى ذلك أنها تنازلت عنها ووضعتها في يد المساومات الدولية. وهذا ينطبق على القوى الاقليمية ايران وتركيا، فقد نسي الطرفان انهما لم يعودا امبراطورية الشاه والسلطان العثماني. وان صراعهما على المنطقة العربية صار اكبر منهما، لا لأن العرب اخذوا مصيرهم بأيديهم، وإنما لأن القوى الكبرى هي التي تدير صراع المرضى الثلاثة: ايران وتركيا والعرب.
التفاصيل التي أُقرّت في الكرملين، هي الحل السياسي لأزمة سوريا. واغلب الظن ان أزمة العراق ستتساوق معها: فداعش في الرقة.. وفي الموصل أيضاً...
الرأي