صارت أخبار « ضبط المخدرات» في الصحف ، كالخبز على المائدة- بلا تشبيه- ضروري وأساسي ولا بد ان تستفتح فيه يومك، وستشعر بنقص ان لم تقرأ أو تسمع عن إحباط عملية تهريب أو ضبط كميات..
أول أمس تم إلقاء القبض على تاجرين ومروجين لمادة «الماريجوانا» في عجلون قدما خصيصاً للمدينة من باب السعي في فتح أسواق جديدة «للدروخة»..ومساء الاثنين من هذا الأسبوع ، تمكنت قوات حرس الحدود من ضبط كميات مرعبة من المخدرات والحشيش كانت بطريقها للمملكة قادمة من الحدود السورية، سأذكر بالتفصيل ما تم ضبطه فقط في هذه العملية الطازجة: (10511) كفّ حشيش بوزن (1815) كغم..و(44)كغم مواد مخدّرة مجهولة النوع، و(9180000) على قّد عدد سكان الأردن بالضبط كل واحد بيطلع له حبة ، مجموع الأوزان التي تم ضبطها (3500)كغم ثلاثة طن ونصف من السموم التي كانت معدة على الأغلب للاستهلاك المحلي وللترويح عن الشباب الطموح.
لا يمر يوم واحد على الدولة الا ويتم ضبط كميات مهولة ، تارة مهرّبة بأفران غاز وتارة مهربة ببرابيش زراعية واخرى في اسطوانة صغيرة ، ورابعة في أثاث منزلي وخامسة في «ًصرامي» بلاستيك ..ناهيك ان البعض أراد ان يطبق مقولة «لا خير في أمة لا تأكل مما تزرع»..فأصبح يزرع الحشيش هنا وفي مناطق معروفة جيداً للجهات الرسمية ...ليصبح لسان حالنا :»لا خير في أمة لا تحشش مما تزرع»..
أعلاه هي إحصائية بسيطة لأخبار هذا الأسبوع ، وما استطاعت أجهزة المكافحة وأسود الحدود من ضبطه وإلقاء القبض على بعض «هوامير» التهريب، لكن ما يهمنا الآن غير «المقبوض» عليهم الذين ما زالوا يمارسون نشاطهم ويحالفهم الحظ بالإفلات في كل مرة ..أين هم وكيف يتحرّكون وما هو رأس الخيط الذي سيسحب «الشبكة» كلها ؟ وكيف يستطيع المواطن ان يقوم بدوره في هذا المجال كما قام بدوره في مكافحة الإرهاب ؟ فمن يراقب الأخبار يعرف جيداً ان هناك من يستهدف ويستقصد الأردن عبر إغراقه تماماً بعشرات الأطنان من الهلوسة ..
تطبيق «فرسان الأردن» الذي أطلقه الأمن الوقائي على الهواتف الذكية قبل فترة جيد ورائع، لكن صرنا بحاجة الى تخصيص تصنيف في التطبيق للإبلاغ عن المخدرات مروجين وتجار ومتعاطين ..و الإعلان عن هذا التطبيق بكثافة عبر وسائل الإعلام ليصل الى اكبر شريحة من الناس...فالصورة صارت مقلقة ومحاولات التخريب يومية ومكثفة..ولا بدّ من إشراك المواطن بأمنه وامن البلد...فلنمارس نفس الصحوة الأمنية: عين على الإرهاب الأسود وعين على الإرهاب الأبيض.
الراي