الانسحاب الروسي وارتفاع النفط
المحامي الدكتور هيثم عريفج
22-03-2016 06:23 PM
لا يمكن اعتبار النفط مصدر طاقة فقط، بل هو اداة ضغط سياسية مهمة استخدمت في الماضي في حرب عام 1973 بذكاء من قبل الدول العربية حيث كانت الوسيلة الاهم في انهاء الحرب وتحقيق مكاسب على الارض.
المبدأ ذاته استخدمت ضد روسيا وايران في النزاع السوري حيث تم خفض أسعار النفط بطريقة دراماتيكية غير مفهومه مما ادى للضغط اقتصاديا على كل من روسيا وايران ، وكانت النتائج واضحه من خلال الوصول الى اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا ومن ثم اعلان الانسحاب الروسي من سوريا .
التدخل الروسي له تكلفة مالية عالية كان لا بد من تغطيتها من الموازنة الروسية وذلك لعدم وجود امكانيات حقيقية لدى النظام السوري ، كما ان ايران تعاني من مشاكلها الاقتصادية ، والخليج يقف على الجانب الآخر من النزاع.
الضغط الاقتصادي لتكلفة الحرب رافقه تخفيض مدروس لاسعار النفط والغاز وذلك من خلال زيادة انتاج النفط وعدم القبول بمبدأ تخفيض الانتاج عندما اخذت الاسعار بالانهيار.
هذا الضغط الاقتصادي الكبير بالاضافة لما تعانيه روسيا اصلاً من مشاكل اقتصادية، وبرغم النجاح العسكري الذي حققته روسيا على الارض ، هذا الضغط ادى الى اجبار النظام في سوريا على الجلوس على طاولة المفاوضات وعلى الجانب الآخر فإن انجازات الجيش السوري بدعم عسكري مباشر من روسية اجبر طرف المعادلة الثاني وهو دول الخليج والمعارضه السورية على الاحتكام الى طاولة المفاوضات مما اوجد هدنه اعطت للروس المبرر للانسجاب من سوريا.
الآن وبعد تحقق الهدف من استخدام سلاح النفط ، فإن اسعار النفط ستبدأ بالارتفاع وذلك لتعويض الخسائر التي تكبدتها صناعة النفط و تحديداً في الخليج.
مؤشرات الارتفاع بدأت تظهر والاسعار اخذت بالفعل بالارتفاع وتداعت الدول المصدرة للنفط للاجتماع لتخفيض الانتاج.
حروب المنطقة وان كانت حروبا طاحنة فهي بالنتيجة حروب اقتصادية بامتياز ، حروب يستخدم بها الاقتصاد كسلاح فعال، حروب الهدف منها تحقيق مصالح واهداف اقتصادي، ولتحقق تلك المصالح الاقتصادية تراق الكثير من الدماء، ولا يدرك القاتل والمقتول انهم مجرد ادوات بايدي قوى اقتصادية عظمى.