الصعوب: تفعيل الاعلام التنموي يبدأ من الجامعات
21-03-2016 05:17 PM
عمون - قالت مساعد أمين عام المجلس الأعلى للسكان للإعلام والاتصال هناء الصعوب إن تركيز الاتصال السكاني انتقل من مفهوم (المعلومات والتعليم والاتصال) IEC إلى مفهوم (الاتصال من أجل تعديل السلوكBCC:(Behavior Change Communication.
وأضافت أن هذا المنظور الجديد انتقل من تقديم المعلومات والاختيار الفردي إلى التركيز على مفاهيم التغير الاجتماعي، وتحريك القواعد الاجتماعية والشعبية(Grassroot Mobilization) ومن الترويج والتسويق إلى تمكين الأفراد والجماعات وبناء الكفاءة الذاتية، ومن التعليم التقليدي إلى الترفيه والتعليم، والتعليم من خلال الترفيه.
ولفتت الصعوب إلى أن الاتصال السكاني أحد نماذج الاتصال التنموي الذي يهدف إلى تغيير سلوك الأفراد، وبالتالي إحداث تغيير اجتماعي، عبر العديد من الأنشطة والوسائل أهمها وسائل الاتصال والإعلام المعاصرة.
ونوهت إلى أن القضايا التنموية جامدة نوعا ما، لهذا ينبغي على وسائل الاعلام كسر الجمود بتنويع طرق التغطية وتطويرها والتركيز على التحقيقات الاستقصائية التي تكسر هذا الجمود في الصحافة والتلفزيون والإذاعة وتشد المطلع سواء القارئ او المشاهد او المستمع للمتابعة.
وشددت على ضرورة ألا تقتصر التغطية الصحفية على القالب الخبري عند تناول القضايا التنموية، لافته إلى أهمية استخدام الصحفي للقصص الإخبارية والتقارير والتحليلات الاخبارية والتحقيقات الصحفية المتخصصة في مجالات محددة.
وبينت أن الاعلام يقوم بدور هام في التركيز على القضايا التنموية خاصة في الدول النامية ، باعتباره أحد الوسائل الكفيلة بتحقيق التسارع التنموي في الانتقال من المجتمع التقليدي إلى المجتمع الانتقالي ثم إلى المجتمع الحديث عن طريق التأثير في معتقدات الأفراد وتغيير سلوكهم، وهذا التغيير يمكن إحداثه في كافة نواحي الحياة المتعلقة بالقطاعات التنموية سواء العمل ؛ الصحة ؛ التعليم ، الزراعة ، المياه ، الطاقة.
وأشارت الصعوب إلى أن المجلس الأعلى للسكان ينفذ وبشكل مستمر دورات تدريبية للإعلاميين لادماج قضايا السكان والتنمية في الإعلام بهدف زيادة كفاءة الإعلاميين في تغطية تلك الموضوعات وإيجاد نخبة من الإعلاميين المتخصصين القادرين على تدريب غيرهم من الإعلاميين على كيفية إدماج القضايا التنموية في المواد الاعلامية التي تقدم في المحطات الاذاعية والتلفزيونية والصحف والمواقع الالكترونية.
وأضافت أن هذه التدريبات تهدف لزيادة مستوى وعي فئات المجتمع المختلفة بقضايا السكان والتنمية والفرصة السكانية، وكسب تأييد الجهات المعنية وصانعي السياسات ومتخذي القرارات لتحقيق الأهداف المرجوة من الفرصة المرتقبة وتعزيز دور الاعلام في رصد ومتابعة تحقق سياسات الفرصة السكانية المنفذة من قبل الجهات المعنية.
وأكدت أن استخدام وسائل الاعلام المختلفة يساهم بشكل كبير في إيصال رسائل تنظيم الاسرة والتخطيط للحياه والتخطيط للمستقبل خاصة في ظل وجود مؤسسات يعد تنظيم الاسرة احد المهام الرئيسية لها.
وأضافت الصعوب أن تصمم الحملات الاعلامية مطلوب أن تكون اتصاليه مدروسة وعلمية وموجهة لفئات مستهدفة ضمن مراحل عمرية معينة وباستخدام استراتيجيات التسويق الاجتماعي الذي يركز على تسويق الفكرة والمحتوى الهادف والذي يهدف بالنتيجة النهائية إلى تغيير سلوك الأفراد والمجتمعات .
واوضحت أن التنمية هي العملية التي يتم فيها الانتقال نحو وضع او حياة افضل وأكثر تقدما والاعلام شريك أساسي في تحقيق التنمية لما له من دور في التركيز على القضايا وإيصالها لصانعي السياسات وواضعي خطط التنمية.
وشددت الصعوب على أهمية وجود اعلام متخصص بالتنمية أوما يطلق عليه الاعلام التنموي قادر على احداث التحول الاجتماعي والتغيير والتطوير والتحديث ، من خلال توجيه وسائل الاعلام بما يتفق مع الأهداف التنموية، قناعة الإدارة العليا سواء في المؤسسات والجهات التنموية أو في المؤسسات الإعلامية بدور الاعلام الكبير والمؤثر والقادر على احداث التغيير.
ولفتت إلى ضرورة توفير المستلزمات الضرورية لقيام الاعلام التنموي بدوره على الوجه المطلوب من كوادر وموارد بشرية المؤهلة (فريق متخصص)، تدريب هذه الموارد بشكل مستمر واطلاعهم الدائم على أحدث المستجدات، ميزانية مخصصة لتنفيذ المداخلات والمبادرات الإعلامية، بحوث الاتصال لتنفيذ مبادرات علمية مدروسة موجهة للفئة المستهدفة مبنية وفقا لطبيعة الجمهور واحتياجاته واهتماماته والتحديث والتطوير والمتابعة والتقييم.
واعتبرت الصعوب أن تفعيل الاعلام التنموي يبدأ من الجامعات والمعاهد المتخصصة بالصحافة والاعلام، علما بأنه يوجد فرق كبير بين الاعلام الذي يدرس في الجامعات وبين الاعلام التنموي على ارض الواقع، لأن هناك جمود في مادة التنمية التي تدرس في الجامعات ضمن تخصص الصحافة والاعلام وضعف الجانب التطبيقي في هذا المجال.