ماذا يعني عيد الأم
إنني مع تهميش عيد الام لأن فيه وجعاً وضرباً على الألم لمدة يوم كامل لكل من لا يمتلك أماً سواء كان طفلاً صغيراً في الروضة أو شخصاً مسناً أنهى رسالته في الحياة..أين المشكلة لو قدرنا الأم مرة كل شهر بعيدا عن التغطيات الاعلامية والاحتفالات المؤسسية والصحافة وبروتوكول المدرسة وبروتوكول العائلة من هدايا وولائم وترتيبات خاصة بهذا اليوم بالذات للأم ، اين المشكلة لو كل ابن وابنه قاموا بتقدير امهم فقط بغرض التقدير بهدوء دون المساس بمشاعر الفاقد لها...دون حصد المزيد من الدموع من الذين لا يزالون يعانون التغلب على وفاة امهاتهم؛ على سبيل المثال ولكثرة الضجيج حول الأم بعيد الأم ولكثرة الدعايات الاعلانية التي خصصها التجار لتسويق منتجاتهم في يوم الأم من خلاطات وخواتم ذهبية وعطور وحرائر ؛ أمي اليوم ستكون بغاية الحزن..لن اجد شيئا يفرحها ...ستبكي كثيرا عند ظهور أي برنامج تلفزيوني يتكلمون فيه عن الام ويستضيفونها حية ترزق جميلة وبصحة جيدة ويحيط بها ابناءها وعند سماع أغنية ست الحبايب للمطربة فايزة أحمد وعند بث أغنية يا مو يا ست الحبايب يا مو لغوار الطوشة على إذاعة الجامعة الأردنية.. فأمي ممن فقدوا الأم... وانا سأكون حزينة في كل الأعياد عندما أفقد أمي، عيد الام والضجة التي تلحقه تشبه إحضار طعام شهي وتقديمه لجزء من الحضور وإهمال الجزء المتبقي ومراقبتهم يتضورون جوعا، لا اعرف لماذا لم نفكر ببديل لعيد الام حتى الآن فهو لا يشبه حب الوطن الذي يتمتع به الجميع ولا يشبه يوم الكرامة لانه لفئة خاصة من الناس انه فقط لمن يمتلك أما انه لا يشبه الاحتفال بعيد الاستقلال ففرح الاستقلال فرحة جماعية متساوية للجميع انه لا يشبه تعريب الجيش بشيء
بغض النظر عن القصة المتعارف عليها فقد كنت أفكر من كان وراء الكواليس و اخترع عيد الام فعليا ربما إنه تاجر خدع المفكرين ليسوق بضائعه او انه شخص اناني احب ان يقدر امه فتناسى بأن ليس كل بيت فيه أم واهتم بأمه فقط!