الكرامة .. معركة الشهادة والفخر
د. عمر علي الخشمان
21-03-2016 12:30 PM
الأيام العزيزة الخالدة في تاريخ الأمم والشعوب لها مكانة وصورة مشرقة ناصعة لأبناء الوطن لأنها تنير الطريق نحو العز والمجد والرفعة, الحادي والعشرون من آذار يوم عزيز على قلوبنا جميعا, يوم يتساوى فيه الليل والنهار, ويأخذ النهار النصيب الأكبر ويبقى لليل نصيبه, يوم يصادف فيه عيد إلام, وإلام هي العطاء والحنان بلا حدود هي الإخلاص والتضحية ويوم العز والفخر ذكرى معركة الكرامة.
حيث تحتفل الأسرة الأردنية الكبيرة الواحدة وأحرار الأمة كما في كل عام في الحادي والعشرين من آذار بذكرى معركة الكرامة الخالدة, كرامة العز والفخر التي سطر خلالها نشامى الجيش العربي أروع البطولات وأجمل الانتصارات على ثرى الوطن الغالي الطهور.
وفي ذكراها الثامن والأربعين يحلو الفرح وتسمو معاني النصر كما تحلق وتحوم أرواح الشهداء فوق ربوع الوطن الغالي تمر فوق سهولة وهضابه وغوره وباديته واريافة وتسلم على المرابطين فوق ثراه الطهور ويتفتح نوار ودحنون وإزهار غور الكرامة على نجيع دماءهم الزكية وفي هذا اليوم تسري في عروق الأردنيين جميعا رعشة الفرح ونشوة الانتصار والافتخار بهذا الجيش العربي الهاشمي وترفع الأيادي بقلوب مطمئنة إلى المولى عز وجل وهي تقرا من كتاب الله على روح قائد الكرامة " جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه" وشهداء الكرامة واللطرون وباب الواد والقدس والجولان حيث يختلط دم الخَلف بدماء السلف في يرموك العز ، وحطين ومؤتة وفحل والكرامة ، فيسمو الوطن بقدسية أرضه وحرية إنسانه وكرامة أمته وأصالة رسالته التي توارثها قادة هذا الوطن من آل هاشم.
الكرامة من الكرم ومااروع قيم الكرم والكرامة. . . والكريمتان هما الحج والجهاد ولكن بلدة الكرامة الشامخة شموخ تاريخه واصالتة التي توارثها قادة هذا الوطن من بني هاشم, ولكن بلدة الكرامة سميت بهذا الاسم حتي تحدث على أرضها معركة خالدة كريمة نسترجع بها كرامة وعزة الأمة.
في ذكرى معركة الكرامة الماجدة لاننسى كلام الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في ساحة الوغى وكان الراحل العظيم في ساحة الوغى وفي خُضم المعركة قد أطلق صرخة إلى الأمة والقادة العرب، وفيها مقولته الشهيرة:"ولئن أخذتم تسمعون عنا وليس منا بعد هذا اليوم، فلأننا والله قد طالت نداءاتنا وتوالت". فما هو سر هذا النداء الذي يحمل في ثناياه روحاً استشهادية مثل هذه الروح أنها فضاءات مؤتة واليرموك وأجنادين وحطين وعين جالوت والقدس وميسلون وسائر هذا التراث العسكري العظيم على ثرى الأردن العزيز.
وفي هذه الذكرى العزيزة على قلوب الأردنيين جميعا نرفع الأكف تضرعاً لله العليّ القدير إن يتغمد جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه بواسع رحمته وان يرحم شهدائنا الإبرار الأخيار ويسكنهم فسيح جنانه وان يمنح جلالة القائد الشاب الملك عبد الله الثاني المفدى العزم والقوة والعافية ليمضي بالأردن نحو العزة والمجد وتحية الاعتزاز والافتخار نبعثها إلى قواتنا المسلحة الباسلة والى الأجهزة الأمنية المختلفة الساهرة على امن وراحة الوطن والمواطن ودام الأردن عزيزا بقيادة جلالة الملك عبداللة الثاني المعظم.
* عميد كلية الهندسة-جامعة الحسين بن طلال