يبدو أن التحركات الأردنية الأخيرة والتي تكللت بعدد من النجاحات الملكية انطلاقا من التحركات الدبلوماسية التي سبقت زيارة جلالة الملك إلى واشنطن حيث تمثلت بالتنسيق الأردني السعودي المصري الذي سعى جلالة الملك أن يؤكده قبل الخطاب التاريخي الذي وضع العالم بأكمله في الصورة الحقيقية للواقع الذي تشهده المنطقة وحتى لا يقول قائل بأن الأردن يغرد خارج سربه العربي والقومي كما هو حال بعض الجيران الذين يتنادون بالقومية ويشعلون النيران من حولهم وفي دول عربية جارة لهم بغرض تصدير أزماتهم السياسية الداخلية والخارجية . فالسياسية الخارجية الأردنية ثابتة لا تتغير فالأردن مؤمن بالبيت العربي وهو لا يكاد يخرج عن مقررات القمم العربية فكانت استجابات الأردن دائما متوافقة مع المصالح الوطنية والقومية ولم يتحالف يوما ضد شقيق عربي مهما كانت العلاقات الذي تربطه بذلك الشقيق .
وإن نظرة سريعة للمشهد الذي يسبق القمة العربية التي ستلتئم في الرياض غدا يؤكد بأن هذه القمة تتجه نحو تحقيق توافق عربي حول جميع القضايا الراهنة خاصة وأن هناك زخم سياسي ودبلوماسي مكثف شهدنه المنطقة مؤخرا وتفيد جميع المؤشرات إلى أن ما تناوله الخطاب الملكي في الكونغرس الأمريكي حول القضية الفلسطينية سيكون له أكبر الأثر في توجيه جهود القمة نحو اتخاذ قرارات مصيرية تعيد الحراك السياسي حول العملية السلمية .
إن قمة الرياض هي قمة العودة لتحكيم العقل والمنطق في السياسة الخارجية العربية مع احتمالية أن تشهد بعض الخطابات الحماسية والتي من المتوقع أن يتزعمها بعض الدول التي قررت التحالف مع بعض القوى الإقليمية الأخرى لفرض سيناريوهات تخدم مصالحها القطرية متجاهله محيطها العربي . كما وسنشهد بعض الحملات الإعلامية التي ستقودها بعض الفضائيات المؤثرة والتي ستهدف لتجيير النجاح لدول ليس لها أي دور سوى أنها تملك تلك الفضائيات أو أن تلك الفضائيات يديرها أناس يحملون أيديولوجيات خاصة بهم وبعيدة كل البعد عن إدراك الواقع الدولي بالطريقة التي يجب أن يفهم بها.
a.azzam@ju.edu.jo
الكاتب من الجامعة الأردنية