لم تجرؤ الصحف العبرية ذات يوم على أمريكي كما تجرأت على اوباما ووزير خارجيته كيري، وأذكر ان احد المعلقين في يديعوت احرونوت قارن كيسنجر بكيري وانتهى الى ان الاول كان يزأر اما الثاني فهو يموء.
وفي مقالة نشرت قبل يومين لالياكيم هعتسني ترد عبارات حول الرئيس الامريكي منها انه العربجي الذي يقيم في البيت الابيض، وان نتنياهو الحصان الذي يقود العربة لكنه يركلها بقدمه لأنه لا يستطيع الوصول الى العربجي، ويستوقفنا في المقالة انها تطالب نتنياهو وحكومته بعقاب السلطة الوطنية في رام الله، اما شكل العقاب فهو مُثير للسخرية، وهو سحب بطاقات الـ V . I . P من شخصيات فلسطينية، وتذكرت على الفور حوارا دار بيني وبين الصديق البافي محمود درويش حول هذه البطاقات، وانتهينا الى ان المقصود بالحرف P ليس المسافر المهم او الشخص المهم جدا بل هو الفلسطيني، ولأنه في نظر الاحتلال ما من فلسطيني مهم فان هذه البطاقات تفقد دلالاتها!
ان التحليلات السطحية والمصحوبة بنوايا مسبقة لبعض المعلقين في الصحف العبرية لا ترى في الغضب الفلسطيني الا مجرد عصيان على النعيم الذي يعيشون فيه، ويبدو ان لكلمتي نعيم وجحيم باللغة العبرية معنى واحد !
اما اغرب ما يُنشر في تلك الصحف فهو ان من اشعل النار هو الذي يحتج عليها ويطلب ممن احترقوا بها او يتولوا مهمة اطفائها ! واحيانا تكون هناك حقائق تتلخص في بضع كلمات فقط، لكن التلاعب الاعلامي بها يراكم عليها الكثير من التعقيد والغموض، وقدر تعلق الامر بما يجري في فلسطين فإن هناك احتلالا مصحوبا باستيطان وسطو وحصار، ورد الفعل الوحيد في مثل هذه الحالات هو الرفض والتمرد واخيرا الانتفاض بما تيسر من وسائل .
واذا كان ما يجري في فلسطين ينتسب الى العنف فإن من انتج اسباب هذا العنف هو الاحتلال، لهذا عليه ان لا يتوقع باقات ورد واغصان زيتون. ومن لا يقوى على ركل العربجي كما في مقالة الياكيم سيركل اخيرا نفسه!
الدستور