أنا أعرف أن ظاهرة المخدرات قد زادت في المجتمع, وأدرك تماما أنها تشكل عبئا أمنيا واجتماعيا خطيرا ... وما أعرفه أن مرتبات جهاز المكافحة من افراد وضباط ومدير يتعرضون يوميا للخطر.
تشخيص الظاهره لدينا أمر سهل، ولكن الصعوبة تكمن في الحلول دوما ..والكثير عندما يكتب عن هذه الظاهرة , يقدم مجرد وصفات ..وتشخيص لا أكثر ولا أقل ...والكثير منا ينشغل احيانا بورشات العمل والأرقام، والتركيز على أن الأردن مجرد معبر وليس ممرا ...
علينا أن نؤمن في لحظة , أن المخدرات تشبه الإرهاب , وأن مروجها , لا يختلف عمن يحمل حزاما ناسفا , وأن موزعها لا يقل خطرا في المجتمع عمن يروج لأفكار تكفيرية , أو يدعوا للقتل ...
لقد نجحنا كدولة في مقاومة الإرهاب , والجماعات التكفيرية , لأننا نملك قانونا رادعا... ومنظومة إستخباراتية متقدمة , في الإقليم ... وبقينا نراوح مكاننا في لجم ظاهرة المخدرات , وتحجيمها ...لأننا لا نملك قوانين صارمة في هذا المجال ..والأصل أن يكون هناك محكمة خاصة في المخدرات , وأن يكون القانون أكثر حدة وتصل العقوبات فيه , إلى الدرجة التي تجعل من كل مروج ...عبرة لمن يحاول أن يمارس هذه الرذيلة .
أنا أعرف قادة مكافحة المخدرات , فهم من أفضل ضباط المكافحة مهارة وخبرة ذاك أن قيادة جهاز مثل هذا الجهاز , قائمة على المعلومة والجهد الإستخباري ..والخطأ فيه ممنوع , وأدرك أن أفراده من ضباط وأفراد صف هم الأكثر تعرضا للخطر , وقد إستشهد منهم في الفترة الأخيرة الصفوة.
نحتاج إلى مؤتمر وطني سنوي لمكافحة ظاهرة المخدرات , يضم الجهاز القضائي والسلطة التشريعية , والحكومة ..مؤتمر لا نتبادل فيه , المقترحات والحوار بل نستمع من ضباط مكافحة المخدرات , للأرقام ,وأماكن تركز هذه الافة وحجمها ..ونستمع منهم للحاجات , ومتطلبات مقاومة الظاهرة ...ويجب أن يتعاطى الإعلام بشفافية مع قضايا المخدرات , ففي اللحظة التي نقوم فيها بنشر صور وأسماء الإرهابيين , علينا أيضا أن نتعامل بنفس الكيفية , مع المروجين والقضايا المضبوطة وأن نقوم بنشر الاسماء والصور ...
مؤتمر وطني للمخدرات , برعاية الحكومة ...والسلطة التشريعية , أجزم أن توصياته ستكون , قادرة على كبح جماح .. ذاك الإنتشار المروع , وفي نفس الوقت حماية شبابنا الذين ...يعملون تحت الخطر , والذين يصلون ليلهم بنهارهم...
الرأي