والسؤال يبقى: هل سيقبل ملوك وامراء مجلس التعاون الخليجي تفسيرات الرئيس اوباما لما قاله في مجلة اتلانتك في اجتماعه الدوري معهم في الرياض في نيسان القادم؟ واذا لم يقبلوا تفسيراته فماذا سيكون رد فعلهم والولايات المتحدة ملتزمة Carter Doctran وقواتها الهائلة موزعة في جزيرة مصيرة العمانية, والسيلية بقطر, والمحرّق في البحرين.. وفي الكويت؟!
العلاقات الاميركية الخليجية متشابكة, ولا يمكن لتصريحات هنا وهناك في الاعلام ان تفكك عقدها فميثاق مطلع الثمانينات: باعتبار الخليج العربي جزءاً من المصالح الحيوية الاميركية, جاء اثناء الحرب العراقية – الايرانية, وبعد أن بدأ الارهاب الايراني يضرب الكويت, والبحرين, ويهدد مضيق هرمز. وقتها اصبحت جزيرة مصيرة موقعاً متقدماً للطيران العسكري الاميركي.. بعد أن كان في غوا, واصبحت المحرّق قيادة الاسطول السابع الاميركي.
لم يلغ الرئيس اوباما كارتر دوكترن. ولم يغيّر كل الترتيبات التي اضافها بوش تحضيراً لغزو العراق. فلماذا إذن هذا «التصالح» مع ايران وهي لم تغير سياساتها الارهابية في المنطقة؟
لم يبق من فترة ولاية الرئيس اوباما وقتاً لكي يضع سياسة جديدة في تعامله مع دول الخليج العربية، واذا كان ما يزال يعتقد ان العرب يريدون منه ان يخوض الحرب نيابة عنهم، فإن عاصفة الحزم في اليمن، واستعداد دول الخليج لخوض المعركة مع الارهاب في سوريا تسقطان هذا المعتقد، فلا احد يريد ان تنوب اميركا عنه في حماية مصالحه، ولعل تحذير الرئيس السيسي من التدخل العسكري الاوروبي في ليبيا هو عنوان خطير لحالة «استقلالية» عربية غير مسبوقة.
لقد بدأ الرئيس اوباما رئاسته بكلام كبير عن اميركا والاسلام في القاهرة ثم في اسطنبول اثار روحاً من التفاؤل في المنطقة، واعطى لبلده اميركا صورة مختلفة عن صورة وجهها القبيح في عدائها لكل ما هو عربي، فاوباما اصبح مقبولاً لانه ابن مسلم، ولانه اسود، وهو الرئيس الثاني بعد ايزنهاور الذي كسب احترام العرب بموقفه من العدوان البريطاني–الفرنسي–الاسرائيلي على مصر، ولو ان الصيت الحسن ذهب الى التهديد السوفياتي للدولتين الاوروبيتين، وهو التهديد الذي ثبت انه لا يتجاوز البروبوغندا التي تحبها شعوب المنطقة، فالامر الاميركي–وكان امراً معلناً–هو الذي اوقف اوروبا، والأمر الاميركي هو الذي ارغم بن غوريون على الانسحاب من سيناء وغزة.
قبل زيارة الرئيس اوباما لكوبا أعلن انه يترك للرئيس القادم قرارا رفع العقوبات عن بلد فيديل كاسترو، ونظن ان هذا النمط من السياسة سيتحمله الرئيس اوباما معه الى الرياضي في نيسان القادم.
الرأي