صحوت بعد "نصف انتخابات" وسرعان ما توهمتُ أن اليوم هو يوم انتخاب ولكن أحدهم أكد لي أن اليوم هو عرس وطني ، مجرد عرس. أنا لا أتذكر انتخابات 2003 . وأعتقد ان انتخابات 2006 كانت مميزة دائماً، هل تحب انتخابات 2009، عموما كان عرسا مميزا ولكن كان اليوم باهتا مثل باقي الايام.. في كل الاحوال، هي أيام نرميها خلف ظهورنا وتواريخ نرميها في سلة المهلات، ولا نريد ان نعرف كيف كان النهار، الايام لعبة جميلة نحركها لاطفالنا يمينا وشمالا، اعترف واعلن واؤكد، باننا نعرف من صنع الايام ومن حركها وايضا نعرف اننا وصلنا الى الليل ولكن لا نعرف متى ياتي نهار جديد .. لا يزال الوقت باكراً في مثل تلك الايام ، فأصعد؛ لمراقبة وتتبع احبال الغسيل في الشوارع المجاورة واراقب كذلك يافطة انتخابية مترهلة مكتوب عليها كلام طويل وممل، كما تعاني اليافطات الاخرى من رخاوة وفتحات مشابهة لتلك التي تحدث للثياب الداخلية للعجائز والاطفال والشباب على حد سواء .. يافطة انتخابية مصنوعة من قماش بيجامات النساء الوردية اللامعة، باثارات مصطنعة واخرى شراشف لاسرة ومخدات عائلية لم تنضج بعد ويافطة صنعت من قماش "افرهول" ميكانيكي خضع لعدة دورات تاهيلية في الغسالات عالمية ويافطة مخصصة لكوتا نسائية من قميص فتاة قدته من منطقة الصدر زمن الرسوب في امتحان الاعدادية .. اطالب بمزيد من "الكوتات" والاصباغ والمنكهات والحبر والشحمة واشياء اخرى لزوم اشياء وهمية، انا لا اعرفها سابقا ولكن ابلغت : انها تمثل نسيجا في العرس تقدمت المناسف العربية وتبين "تزويرها"سلفا، الارز من منشأ اجنبي واللحمة اللذيذة والقمح تحاكي تجربة ومشاريع اجنبية وكذلك القدر، واعتقد انها لم تخضع لفحوصات مخبرية لمعرفة مدى مطابقتها للمواصفة الوطنية ، واعتقد ايضا انها غير صالحة للاستهلاك البشري .. اكل الجميع، وغسلوا اليدين ونشفوها بربطة عنق ويافطات سقطت مع اول نسمة. اشعر بـ"المغص" مثل الجميع وكذلك الشارع ؟!!

الانباط