"الجماعة الحائرة" للبطاينة
16-03-2016 06:44 PM
عمون - صدر عن دار عالم الكتب الحديث للتوزيع والنشر كتاب الجماعة الحائرة لمحمد احمد حماده بطاينه ؛ الكتاب يتناول بقراءة تحليلية التاريخ السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن بسبعين عاماً من التأسيس الى اعلان مبادرة زمزم ( 1945_2015) ويعرض الكتاب فصول القصة الكاملة وغير المروية عن جذور الصراع بين تيارات الجماعة، كما يتلمس الكتاب دور ثنائية الاستقطاب الاجتماعي في الاردن كعامل تحتي راسخ و مؤثر على اتجاهات الجماعة الوطنية وسياساتها المجتمعية وتناقضاتها الداخلية من دون اغفال تأثير الاخوان كجماعة عالمية على الخط الفكري والسياسي العام للجماعة المحلية، ويستعين الكتاب كذلك بالابعاد التاريخية والجغرافية لتفسير العلاقة الجدلية بين الجماعة والدولة الاردنية والعلاقة الاستثنائية بين الجماعة وحركة حماس وتأثيرها على المعادلة الداخلية.
الكتاب زاخر بحجم واسع من المعرفة في جانب التاريخ السياسي للجماعة ويستند الى معلومات موثقة وروايات حقيقية من واقع الجماعة،فهو يجمع بين الرواية التاريخية المكتوبة للجماعة والرواية الشفوية وقد منح اتصال المؤلف ببيئة الجماعة وكوادرها رفاهية النظر من الداخل وامكانية لقراءة تحليليلة للحالة تقترب من الدقة والواقعية
يروي المؤلف في مقدمة الكتاب عن دوافع الكتابة ويمر على تجربته التي خاضها في الجماعة ؛ وفي هذا يقول
" كنا وقود الجماعة، وقادة الكتلة في تلك المعارك الدائرة رحاها في الجامعة بين الجماعة والدولة، لم يسمح لنا العمل الحركي بين الطلاب والانتصارات في المعارك الوهمية، إمكانية النظر إلى الصورة داخل الجماعة بجلاء، فغبار المعارك يحجب الرؤية، ولكن بعد أن وضعت الحرب أوزارها بتخرجنا من الجامعة، بدا لنا أنّ المعارك التي خضناها في الجامعة لا وزن لها بعد إماطة اللثام في وسائل الإعلام عن صراعات "الإخوة الأعداء" المنقسمين بين تيارات الجماعة
هذه الخلافات التي دبت في الجماعة-وأحدثت شرخاً في صفوفها وحيرةً بين اتجاهاتها وبرامجها- دفعتني إلى إعادة قراءة التاريخ السياسيّ للجماعة؛ لأعلم على أيّ أرض أقف وإلى أي جدار استند وفي أي طريق أسير ولكنّها هذه المرة كانت قراءة مجردة ومتحررة من التصورات المسبقة، فالحقيقة تظهر لمن يحبها، أما من يبغضها فقد ضل وأضل".
اما عن سبب اختيار الجماعة الحائرة كعنوان للكتاب فيقول المؤلف بان" ذلك يعود الى حالة الاضطراب التي تضرب جنبات التنظيم وتنامي القلق على مستقبل الجماعة بتأثير تعاظم حالة من الشك وعدم اليقين لدى كوادر الجماعة من قدرة التنظيم على بلوغ اهدافه الحائرة بين اتجاهات وتيارات الجماعة.
يقع الكتاب في 170 صفحة ويتضمن الابواب التالية: الولادة في حاضنة الدولة ، دوافع الهوية وكوابح الدولة ، جيل المعالم يزيح جيل الرسائل ، صعود تيار الاقصاء والانعزال ، الصراعات في مشرق العصبيات، فرحة الانتفاضة ومأتم فك الارتباط ، هبة نيسان اشتدِ ازمة تنفرجي ، موسم الحصاد ، الاخوان في حكومة بدران ، نار صدام ودخان السلام ، المكتب السياسي في الحضن الاردني ، شجرة تخفي غابة ، جمر الخلافات ، كلفة المقاطعة ، الرحيل ، الصعود الى الهاوية ، ايدلوجيا الخصخصة ، بين التمكين والتوطين ،ظلال المكتب السياسي ، حفرة الاصلاح ، تلاقي السيوف مع الرماح ،انشقاق يلوح في الافق ، خارطة التيارات ، ضرر الوحدة وضرورة الانقسام ، المقاطعة تحرك المياه الراكدة ، حكاية ثورة اردنية ، ابواب الاصلاح واقفال الهوية ، زمزم : السعي بين الصقور والحمائم
يتوفر الكتاب في الدار الاهلية / عمان و في دار عالم الكتب الحديث / اربد.