اهدى الاستعمار البريطاني منظارا لاحد الحكام ، فكان ينظر الى البحر ويرى السفن قادمة الى بلاده ،فيقول لرعيته اني أرى سفنا قد اقتربت ، وبعد يومين ترسو السفن في الميناء ، وهكذا ساد قومه واوهمهم بانه يعلم الغيب.
علم هذا الحاكم بني على أسس علمية اساسها العدسات المحدبة والمقعرة ،وليس بناة الافكار والتهيئات ، وهذا ما يجب ان نتعامل معه في التنبؤات ، لانها ستصبح اساسا للتخطيط المستقبلي وخاصة في البنى التحتية.
دراسة لوكالة الفضاء الاميركية ( ناسا) اشارت الى ان الجفاف في شرق المتوسط هو الاسوأ خلال ال 900 عام الماضية بني على اساس النمو في قطر الاشجار المتأثر بالتغيرات المناخية.
وما هو قائم في علم الارصاد الجوية ان الحرارة في المنطقة ومنها الاردن سترتفع من 1- 4 درجات مئوية بحدود عام 2050 وان الانخفاض المطري سيكون بين 15–60 %.
اما جماعة حماية الطبيعة العاملين في الاردن فلديهم الدراسات الوافية للتغيرات المناخية والتنبؤات المستقبلية ، والاهم لديهم وجهة نظر للحلول والتحديات وبشكل خاص في موضوع المياه وابرزها ما يعنى بحوكمة ادارة المياه التي تعني الشفافية والعدالة اولا ثم البحث في تحسين الادارة المائية لجعلها مستدامة سواء للشرب او الزراعة.
ومن خططهم المحلية ما يدعو الى اشراك البلديات في ادارة المياه في المدن والتعاونيات الزراعية في مياه الري. اضافة الى ما يتعلق بالطاقة ونقل المعرفة لافادة الدول التي ستواجه معضلات مائية وحرارية في المستقبل.
جل هذه الدراسات مبنية على دراسات علمية ، ولكن المطلوب تأسيس البنى التحتية للمستقبل لمواجهة التحديات المناخية ، واقرب مثال على ذلك ما جرى في فيضانات عمان قبل اشهر فهذا شيء متوقع وفقا للدراسات وسيستمر مستقبلا بفعل الاضطراب الحراري.
اذن سنواجه تقلبات مناخية غير اعتيادية ما يوجب التفكير بطبيعة البنى التحتية اللازمة ،واجراء الاستعدادات قبل الحديث عن تحديات غير متوقعة ، ولكن في الواقع معروفة ومتوافرة ، وتنبؤات مبنية على علم وليس تنجيم.
الراي