«تحلل» النظام العربي الرسمي!حلمي الأسمر
15-03-2016 02:08 AM
سقطت الأقنعة، ولم يعد ثمة ما تنتظرونه من النظام العربي الرسمي، مزق حجاب الحياء أخيرا، الحمد لله الذي أحياني لأشهد هذه اللحظة التي هرمنا في انتظارها، فلتشمروا يا أبناء الحراثين عن سواعدكم، فالأرض لا يحرثها غير عجولها!. كان البسطاء من عامة الشعب الفلسطيني والعربي، ينتظرون بتلهف خطاب هذا أو ذاك من فرسان الكلام، ويفركون أكفهم فرحا بالحناجر الهادرة، وربما يلهبونها تصفيقا، ويعودون آخر الليل لنسائهم وأولادهم يبشرونهم بالتحرير الوشيك، والعودة القريبة للشيخ مونس ويافا واللد، كان ثمة «كذب» وفير، عربيا ودوليا، وكان ثمة أرض وشعب يذوبان في «أسيد» الصهيونية، وأساليبها الشيطانية في الإبادة والتطهير العرقي والفصل العنصري والنازية أيضا بصراحة، لا تأسوْا على مواقف المنافقين الجدد من صهاينة العرب! (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) يعني... لا تأسفوا على صهاينة العرب الذين اصطفوا مع اشقائهم صهاينة اليهود، فهم وقلتهم سواء بسواء، ماذا فعلوا أيام وقوفهم الكاذب مع فلسطين، فلم يكونوا غير ظاهرة صوتية، لا تقدم ولا تؤخر، كل ما هنالك أننا ارتحنا من بيانات الشجب الكذابة! -2- طيلة الوقت كانت دولنا العربية تقاتل نيابة عن إسرائيل، وتقاوم بكل ضراوة أي قوى تستهدف التغيير والتحرر والانعتاق، والكبرياء والاستقلال الحقيقي للأمة... وتنجح!ّ حتى انها حولت كثيرا من شعوبنا العربية للأسف إلى قطعان من البشر همها اللحاق برغيف الخبز! ودار الزمان... وأصبحت إسرائيل - للمرة الأولى في التاريخ - تقاتل المقاومة الفلسطينية نيابة عن هذه الدول، وتخسر! وتكشف لنا عن وجود فئة من هذه الأمة تعيد لنا تلك العبارة الخالدة في الأثر: إنهم رجال يحرصون على الموت كما يحرص أعداؤهم على الحياة! -3- «احنا مالنا بفلسطين؟» عبارة صرت تسمعها أو تقرأها فلا تثير استغرابك، فالأبجدية العربية «تصهينت» لدى كثير ممن ينطق بها، وكانت مثل هذه الكلمة كفرا بواحا، فغادرت منطقة «المكروه» إلى «المندوب» وربما «الواجب» وفق التعبيرات الشرعية، وكل هذا يتم بعد تجريف القيم العربية الأصيلة لعقود خلت من زمن «الاستقلالات» العربية؛ وها قد جاء دور صهاينة العرب لتجريف المبادئ المسلم بها؛ منذ الأزل، فالقصة ليست قصة أبي الغيط، وإن كان عنوانها! -4- بالمناسبة، وللذكرى فحسب، ولمن نسوا تاريخهم، أو لم يقرأوه قط، إليهم أسوق صفحة من التاريخ القريب جدا: خلال الحرب العالمية الأولى، أعلن القائد البريطاني إدموند ألنبي بفخر أن «اليوم انتهت الحروب الصليبية» رافعًا سيفه نحو تمثال لصلاح الدين الأيوبي بعد الاستيلاء على دمشق، وهي العبارة التي لازمت اللنبي طوال حياته، وهو ما احتج عليه بشدة ضد من يصفون غزوه لفلسطين عام 1917م بالحملة الصليبية. وفي عام 1933م، ذكر اللنبي أن أهمية القدس تكمن في أهميتها الاستراتيجية، ولم يكن هناك دوافع دينية لتلك الحملة. كما احتفلت الصحافة البريطانية أيضًا باحتلال الشام برسم هزلي لريتشارد قلب الأسد وهو ينظر إلى القدس وكتب تحتها عبارة «أخيرًا، تحقق حلمي» وبعد أن دخل الفريق أول الفرنسي هنري غورو المدينة في شهر يوليو من عام 1920م، ركل قبر صلاح الدين الأيوبي وهو يصيح «استيقظ يا صلاح الدين، قد عدنا.. وجودي هنا يكرس انتصار الصليب على الهلال!.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة