لا احد منا ينكر الصعوبات والمعوقات التي تواجه اية مؤسسة تسعى لطرح فكرة ريادية جديدة والعمل لتحويلها الى واقع ملموس يوفر الوقت والجهد ويزيد من الشفافية ويرقى بمستويات الأداء الى اعلى المستويات. ان تحويل مجتمعنا الأردني الى مجتمع رقمي تسوده ثقافة الانترنت هو تحدي حقيقي ليس من السهل إعلان التغلب عليه. ولكن ما تم تحقيقة من إنجازات في برنامج الحكومة الالكترونية وبتوجيهات من جلالة الملك عمل يستحق الشكر والثناء. لقد كنت بحاجة ماسة لاستخراج مخطط أراضي من دائرة الأراضي والمساحة وقمت بتأجيل الموضوع لعدم توفر الوقت لهذه الزيارة الميدانية والمتعبة, فهي تحتاج لركوب تكسي ذهابا وإيابا وتقديم استدعاء تلخص فية الطلب والانتظار ودفع الرسوم لتحصل بالنهاية على ما تريد.


أثناء استعراضي لبوابة الحكومة الالكترونية وزيارة الخدمات الالكترونية المقدمة من دائرة الأراضي والمساحة وجدت ضالتي ! فقد تمكنت من الحصول على معلومات دقيقة وسريعة اكثر مما كنت أتوقع.


ولكن لولا الصدفة قادتني لذلك لما علمت بهذه الخدمات التي تستحق الاشارة والإشادة. فهل هناك حاجة لتوعية المواطنين من خلال الرسائل القصيرة أو البريد الالكتروني بماهية الخدمات المتوفرة حاليا. اعتقد ان الموضوع يستحق منا وضع خطة مكملة للخطة الاستراتيجية العاملة حاليا لنعززها ببرنامج توعوي يبين الخدمات المتوفرة والية الاستفادة منها. وحسب نتائج مسح استخدامات تكنولوجيا المعلومات في منازل المملكة والمنشور على البوابة الالكترونية تبين ان 21% فقط من الأفراد ممن أعمارهم 15 سنة فأكثر لديهم معلومات عن خدمات الحكومة الالكترونية. لذلك يجب ان يأخد هذا الموضوع حيز اكبر من الاهتمام.


ان ازدياد عدد المواطنين المستخدمين لهذه الخدمات الالكترونية يعكس مقدار النجاح الذي يسعى البرنامج لتحقيقه. وأيضا يدعم ترتيب الاردن في مؤشر مدى فعالية بوابة الحكومة الالكترونية. فالأردن حاليا يحتل المرتبة 15 وهذا المؤشر يقيس قدرة المستخدم على الحصول على ردود الأفعال لأية مطالب الكترونية أو مقترحات، ومدى جودة وفائدة المعلومات والخدمات المقدمة الكترونياً للمستخدم، بعد أن كان يحتل المرتبة 90 في عام 2005. فبالجهد والتخطيط والإدارة الخلاقة نستطيع ان نرقى الى الرقم 1.


مما يبعث على الارتياح والاطمئنان والثقة بمستقبل برنامج الحكومة الالكترونية هو الدعم المتواصل من القيادة الهاشمية للوصول لاقتصاد معرفي يعكس قدرتنا على استغلال تكنولوجيا المعلومات لتكون رافدا قويا لاقتصادنا الوطني, ناهيك عن توفر البنية التحتية اللازمة له ممثلة بالكفاءات الوطنية الشابة المؤهلة والمدربة علمياً وفنيا والتي يسعى البرنامج دائما" لاستقطابهاً.