ابدأ بنفسك اولاً
د. ايفون محمد عودة ابوتايه
16-07-2008 03:00 AM
يعجبني المثل القائل "ابدأ بنفسك اولاً". وعندما ترى إنسان يطبق هذا المبدأ لا بد ان تعجب به وذلك لعدة أسباب لعل أهمها صعوبة تطبيق هذا المبدأ. في عالم المثاليات مثل النبل و الأخلاق و الكرم والشجاعة و الصدق تعجبنا كصورة لكن تطبيقها شيء آخر. ولعل تطبيقها أصعب في ضل وجود الضد. بمعنى من السهل ان تعطي وتكرم بمبلغ 10 دنانير عندما يكون عندك مليون دينار ولكن ان تكرم بذات العشر دنانير و أنت بحاجتها او لا يكون في جيبك غيرها هذا صعب. ومن السهل ان تكون شجاعا عندما يكون الخصم جبان ولكن ان تواجه جيش بكاملة هذه شجاعة موت. ومن النبل و الأخلاق ألا تسرق ولكن عندما تكون المغريات عالية ولا تسرق فهذه أمانه ونبل أخلاق. والانكى والأصعب أن تفعل هذا من غير حسيب ولا رقيب بل كان شرط الحسنات " لا تعرف فيه اليد اليمنى شيئًا عما تفعله اليد اليسرى ". وهكذا تأخذ الأمور قياس.
مع ارتفاع أسعار البترول عالميا تعاني جميع الدول من خلال معاناة المواطن ومن فاتورة مهوله يدفعها الوطن والمواطن على حد سواء. وقد يقال الكثير في توفير المحروقات وأكثر ما تركز عليه الدول هو ان يحاول المواطن ان يحد من صرفه للمحروقات بشتى السبل حيث ان ما يدفعه المواطن ثمن للمحروقات يذهب لسد فاتورة المحروقات. وفي هذا السياق قابلت احد أعضاء مجلس الأعيان الموقر يقود سيارة لم أرى اصغر منها. وقد تفاجأت بالرجل لا سيما انه "ما شاء الله" من ذوى الحجم الكبير وتكاد السيارة لا تسعه. وأنا اعرف انه يملك سيارة كبيرة. سالت الرجل فقال انه يستعمل السيارة الكبيرة للمشاوير الرسمية حيث تقتضي الأعمال مثل هكذا سيارة لبعد المسافة وطبيعة التنقل أما السيارة الصغيرة فهي لاستعماله الشخصي وقال بالحرف الواحد "هي ناقصة الأردن فاتورة بنزين!" وأضاف "الكل لازم يتعاون في هذا الموضوع".
لا تملك الا ان تعجب بهذا الرجل الذي ينتمي الى مجلس شورى الوطن واعيانه ولا شك انه عين للوطن بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى واتذكر قول الشاعر:
أردن أرض العزم أغنية الظبى نبت السيوف وحد سيفك ما نبا
في حجم بعض الورد إلا إنه لك شوكة ردت إلى الشرق الصبا
فرضت على الدنيا البطولة مشتهى و عليك دينا لا يخان و مذهبا
وفدت تطالبني بشعر لدنة سمراء لوحها الملام و ذوبا
من أي أهل أنت قالت من الأولى رفضوا و لم تغمد بكفهم الشبا
فعرفتها و عرفت نشأة أمة ضربت على شرف فطابت مضربا
غنيتها كل الطيور لها ضحى و يكون ليل فالطيور إلى الخبا
إلاك أنت فلا صباح و لا مسا إلا في يدك السلاح له نبا
شيم أقول نسيم أرز هزني و أشد كالدنيا إلى تلك الربى
وفي هذا أقول لا عدمنا رجال مثلك يا ابو عوده وأنت خير من يمثلنا.
ملاحظة: فاتورة الأردن للبترول لعام 2008 تقدر ب 3 مليارات.
abutaieh@gmail.com