صاحب الرأي و الموقف و التوجه لم يعد بحاجة إلى أخد قياساته لتفصيل تهمة له، فالتهم جاهزة ومعروضة بكثرة على علاقات التشهير وما على الطرف المناهض لرأيك الا ان ينزلها ويضعها على كتفيك الرقيقتين..
إذا طالبت بمجانية التعليم فأنت (شيوعي) وإذا عارضت الحكومة فأنت (إخوان) وإذا أثنيت على قرار صائب للحكومة فأنت (مخابرات) إذا أحببت وطنك فأنت (إقليمي) إذا بُحت بحبك لوطن شقيق فأنت (منافق) اذا تألمت لإبادة شعب شقيق فأنت (طائفي) ، اذا شككت بقدرات الفصائل السورية على إدارة البلاد فأنت مدعوم من (نظام الأسد) إذا انتقدت نظام الأسد فأنت مدعوم من (قطر)، اذا قلت أن أمريكا وراء ما يجري في المنطقة فأنت تقبض من ال( KGB) ،وإذا استنكرت الاحتلال الروسي لكل شيء عربي في سوريا فأنت من جماعة ال( CIA)...واذا سكت وأحبطت ولم تبد رأيك بأي شيء حتى بركبتيّ هيفاء وهبي او اعتزال شيرين عبد الوهاب فإن أحدهم سيقول لك: «مالك ساكت.. شو اشتروك»؟..التهم الجاهزة حولت الشعب الى ستة ملايين ضابط ارتباط لجهات خارجية حيث من المستحيل ان تجد صاحب رأي أو موقف حر في البلد الا وتم تصنيفه على حزب او جبهة او جهاز استخبارات عالمي..
هذه التهمة غالباً ما تصرّف ب»المُفرَّق» لأصحاب الرأي لكن في بعض الأحيان تصرّف ب«الجملة» ايضاَ ..تماماً كما حدث في تصريح رئيس الجامعة الأردنية عندما وصف الطلاب المعتصمين بأنهم يتحركون بتوجيهات خارجية...وربما لولا أنه يريد الرواية ان تبقى داخل أسوار التصديق لقال أن دولاً عظمى تدفع الطلاب للاعتصام والتشويش على إدارة الجامعة...مع أن الطلاب لا يتحرّكون إلا من وجعهم الذي يقرصهم في جيوبهم وينهشهم في كتبهم التي لا يستطيعون تأمينها...
اذاً حتى النخب الأكاديمية لم تتوان هي الأخرى من فتح «بالة» التهم وتوزيعها على المخالفين للقرارات الجامعية كما يفعل أصحاب حسابات الفيس بوك، فإن لم تصبح «خروفا» في قطيع فأنت قطعا مدعوم من جهات خارجية وتسعى إلى الخراب ...الغريب انه كلما دق الكوز في الجرّة..يثبت بعض المسؤولين عند وضعهم على محك الديمقراطية أن في داخلهم «قذافي» صغير ...كلمة السر في التعنت والأوحدية ..من انتم؟
نحن كل شيء..
الراي