في إسرائيل ديمقراطية أم نظام فصل عنصري؟
د. فهد الفانك
11-03-2016 11:28 AM
يوصف نظام الحكم في إسرائيل أحياناً بأنه ديمقراطي، ولكنه يوصف في أحيان أخرى بأنه نظام الفصل العنصري الذي كان سائداً في جنوب إفريقيا حتى عام 1985.
هل تستطيع إسرائيل أن تحتل الضفة، وتمارس الفصل العنصري ضد العرب، وتصادر أراضيهم، وتقيم عليها المستوطنات، وتظل مع ذلك دولة ديمقراطية؟.
يبدو أن لكل من الإدعاءين مبررات، فالقائلون بديمقراطية إسرائيل يشيرون إلى أن في إسرائيل انتخابات نزيهة، وأحزاب متعددة، وصحافة حرة، وحوارات وآراء متنوعة.
أما الذين ينكرون على إسرائيل ديمقراطيتها، فيشيرون إلى ممارساتها ضد العرب: سرقة الأراضي، الاعتقال الإداري، منع التجول، عمليات إعدام في الشارع، تحقيق تحت التعذيب.
هذا السلوك الذي يجمع بين الديمقراطية لليهود والتعسف تجاه العرب، لخصه كاتب يهودي هو آدم شاتز في مقال نشرته مجلة لندن ريفيو أوف بوكس (18/ 2/ 2016) بعد أن نقل عن النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي قوله: إسرائيل ديمقراطية في تعاملها مع اليهود، ولكنها يهودية في تعاملها مع العرب!.
الإشارة هنا هي إلى التناقض بين الديمقراطية من جهة والتمييز العنصري بين اليهود والعرب من جهة أخرى.
ويبدو واضحاً كما يقول شاتز أن معاملة الدولة للعرب تزداد سوءاً بمرور الزمن، وأن الديمقراطية لليهود في حالة تراجع بدلالة الضغوط التي تتعرض لها مؤسسات المجتمع المدني التي تؤمن بحقوق الإنسان وتنتقد السلوك المشين للحكومة تجاه العـرب، حيث يتم إدخال هذه المؤسسات في زمرة أعداء إسرائيل واعتبار قادتها (مندسين)،
وهو اصطلاح جديد أخذ يستعمل بكثرة في إسرائيل لإرهاب وتسكيت النقاد والمعارضين.
في هجائه للنظام الإسرائيلي المتعسف، يصف الكاتب إسرائيل بأنها أصبحت دولة عربية! وهو يقصد أن نظام الحكم فيها لا يختلف كثيراً عن الأنظمة العربية، وبذلك يضرب عصفورين بحجر وينفي عن نفسه تهمة ممالأة العرب!.
وفي موقع آخر يقول نفس الكاتب إن الرئيس النموذج بالنسبة لرئيس الوزراء نتنياهو هو الرئيس الروسي بوتن، فهو مثل بوتن يهاجم مؤسسات المجتمع المدني، وهو يبدي إعجابه ببوتن كقائد صلب وعنيف صاحب قرار ويفضل الحلول العسكرية، بعكس الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يتصف بالحذر والتردد في اتخاذ القرار، وعدم الرغبة في استعمال القوة العسكرية لفرض إرادته. وقد شجع هذا الاتجاه برود العلاقة الإسرائيلية الأميركية بعد توقيع الاتفاقية النووية مع إيران، وبالتالي حدوث تقارب مع روسيا والصين.
الرأي