ما يحدث في الجامعة الأردنية منذ أيّام هو اساءة حقيقيّة للتعليم الجامعي.. ما يحدث الآن؛ يوجب على المسؤولين عن قرار رفع الأسعار في (مولات التخصصات الجامعية) والذين يترعون بين الجملة والأخرى؛ أن يجيبوا على عشرات الأسئلة الملحّة ..الأسئلة التي تجعلنا في لحظة الحقيقة عرايا بلا تغطية وبوجهنا الحقيقي بلا مكياج..!

تسألون دائماً : من أين يأتي الإرهاب ..؟ وضع الطالب وجهاً لوجه أمام العجز الكلّي من الاستمرار في الجامعة هو أوّل بذور الارهاب القادم ..! تسألون دائماً : لماذا نحن في أزمة انتماء ؟ لأنكم طعنتم كل شروط الانتماء و مزقّتموها عياناً بياناً وأردتم تعريفاً وحيداً و مستحيلاً للانتماء وهو : أن نوضع في العصّارة كي يخرج منّا النفط..!

من الذي يكركب المجتمع الأردني الآن ..أنتم أم أولئك الطلبة الذين يأخذون مصروفهم من دموع الآباء و من خبز العيلة ..؟ من الذي يقول للطلبة: إللي ما معوش ما يلزموش ..؟؟ من الذي يجبر الطالب الفقير على الإحساس أنه حمولة زائد و الجامعة لا تليق به ..؟ من الذي يريد أن يعيد المجتمع إلى ( الأسياد و العبيد) ..؟ من الذي يصرّ إصراراً عجيباً على أنّ (فاقد الشيء يُعطيه )؟ وهل الطلاب الفقراء الفاقدون ثمن وجبات الدراسة يستطيعون اعطاء ما ليس عندهم..؟؟!

إن لم يتم التراجع عن القرار كلّيّةً و ليس بحلول وسطية ..فابشروا بصناعة الانحراف ..ابشروا بفصام حقيقي بينكم وبين الفقراء الذين يدرسون سنة و يؤجّلون سنة ..ابشروا بغضبٍ تتوارثه الأجيال لن تستطيعوا تبريره مهما اختلقتم من أعذار..! أنتم تلعبون بمصير البلد ..أنتم تؤسّسون لوجعٍ لن يندثر ..أنتم تجبرون الناس على الانسحاب من كل قضايا الوطن الكبرى ..أنتم تتعاملون مع اللحظة فقط و تنسون المستقبل ..أنتم لا تفكّرون إلا بمراكز أبنائكم القادمة ..نطمئنكم : لن يقترب منها فقير ؛فقط اتركوا أبناءنا يكملون مشوار تعليمهم بلا تعجيز..!

أيها السادة : حتى الدكّانة حينما ترى الزبائن ضجّت فإنها تخضع للزبون ..فعاملوهم - ما دام الأمر تجارة – على مبدأ : أن الزبون دائماً على حقّ..!!

الدستور