الامارات .. خطوات نحو الامام ..
سمير الحياري
09-03-2016 04:10 AM
قرارات رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام المعلنة الثلاثاء لم تأتِ من فراغ وقالت بوضوح انها جاءت لان "معدلات التوطين السائدة ضمن القطاع الإعلامي في البلاد بشكل عام دون الطموحات خاصة ضمن المناصب القيادية والإشرافية ونحن نتطلع قدما في مؤسسة دبي للإعلام لإحداث تحول جذري في هذا المجال من خلال خطط متوسطة وطويلة الأجل ترمي إلى استقطاب وتأهيل وتدريب أعداد متنامية من المواطنين ضمن القطاع الإعلامي ويشكل تعيين هذه النخبة من القيادات الإعلامية الوطنية خطوة أولى في هذا الاتجاه"..
هذا يعني للمراقب ان الامارات العربية بدأت تخطو خطوات عملية تهدف الى حماية منتجها الاعلامي وهذا لا يعيبها بل يجعل المرء يحترم توجهها نحو الحداثة والتطور التكنولوجي بأيدٍ اماراتية بعدما استفادت من العمالة والتوظيف من كافة انحاء العالم، وخلقت فرصا جديدة لابنائها كي تدير وسائلها الاعلامية وغيرها دون الاعتماد الكلي الذي كان من قبل في تسيير أمور الاعلام بموازنات ربما تفوق التصور.
الإمارات اليوم ليست كما الأمس القريب ليس في مجال الاعلام فحسب انما في قراراتها السياسية والاقتصادية السيادية وتقدمها اجتماعيا يرقى الى مرتبة عالية، ناهيك عن القفزات النوعية التي هي خير دليل على وعي قيادتها لمتطلبات المرحلة "لايحرث الارض الا عجولها" ونحن نصوّب ونقول "لا يدير مؤسساتها الا اسودها ونمورها"..
عرفنا عن قرب ابان جائزة دبي للصحافة العربية كيف كانت تعمل خلايا النحل برئاسة اصدقاء بينهم غسان طهبوب والفاضلات منى غانم المري ومنى بوسمرة وغيرهما من المخلصات في عملهن ولوطنهن فيوصلن الليل بالنهار وحققن نجاحات بهرت كل ضيف ومشارك في فاعليات المؤتمرات والندوات .. وكان لي شرف الاشراف على ما قدمه صحفيون وكتاب عرب من اعمال ضمن لجان تنقيح وتحديد نجاحات في التحقيق الصحفي والقصة الاخبارية والصورة والكاريكاتور والمقالات المختلفة..
رافقنا ايام العمل الابداعي الرائع والناجح لابنتنا خلود العميان في فوربس العربية وكيف شقت طريقها نحو القمة بدعم اماراتي وعربي متميز اضافة للفوز الاعلامي الاكبر في المدينة الاعلامية التي كانت فكرة في بلادنا واصبحت حلما فريدا في الامارات العربية المتحدة التي يقودها شيوخ هم اقرب للناس من حبل الوريد يحترمون الافكار ويرعون النجاح.. ولا يغيب عن بالنا بطبيعة الحال فلم الـ ATV المعلّق.
قصة نجاحات افكار محمد بن زايد ومحمد بن راشد وغيرهما من شيوخ الاتحاد لا يمكن وصفها بكلمات ولايمكن اللحاق بها كما قال استاذ الصحافة الاكبر احمد الجار الله لانهم كل يوم يطلعون علينا بقنبلة ابداعية لها آثارها وحقيقتها على الارض اكبر من اي تصور واقل من اي معجزة ..
لا ينتظر الاشقاء في الامارات منّا بعد القرارات التي صدرت الثلاثاء وغيرها ثناءً وحمدا كثيرا فوسائل الاعلام في الارض كتبت بما يكفي، لكننا ننظر الى شغفهم وعدم مللهم بعين الصلاة على النبي لا الحسد بل بالتمني ان تلحق بلادنا بالاخرين وهي المؤهلة لقيادة المؤسسات الاعلامية والاستثمارية والافكار المبدعة دون شد عكسي تقوده احيانا مؤسسات وافراد، ولكن بعين غير تلك التي تقود الفعل والاشتباك الايجابي في الامارات، آملا ان لا يخرج علينا شكّاء بكّاء بالقول ان الاردن ليس بلدا نفطيا او ان ليس لديه ما لدى الاخرين وهذه مقولة ليست صحيحة فالنجاحات التي يتبناها الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله حققت في بعضها صورا ترفع الراس ولكن لا تزال حراكات القوة العكسية اقوى.
نبارك للاشقاء نجاحاتهم من دول اخرى تسير كالسلحفاء اما خشية تراث او عادات او تقاليد ما عادت الحياة اليوم تتحمل سيرها بهذه الروحية البائسة.. وندعوهم الاستمرار ونحن هنا سنبقى في محراب نرفع الاكف ان يحفظ الله بلدنا من كل سوء..