بعيدا عن أجواء التوتر الأمني في المنطقة, اجتمع وزراء النفط والطاقة في الأردن والعراق ومصر في القاهرة لبحث تسريع إنشاء أنبوب نفط العراق.
هذه رؤية إستراتيجية, ترتبط بالتقدم الكبير على جبهات القتال لمصلحة الإستقرار والأمن , فالأردن يتعجل الخطى لإنشاء هذا الأنبوب الإستراتيجي, والعراق يرد على مخاوف غياب الأمن فيطرح المشروع ويلح عليه وهو يريد منفذا لنفطه يخلصه من عبء التصدير شمالا عبر تركيا أو جنوبا عبر ميناء أم قصر الضيق.
المد والجزر في مشروع أنبوب نفط البصرة العقبة, سيجد أخيرا مرسى له على شواطئ البحر المتوسط عبر العقبة الى مصر ومنها الى المتوسط.
هذا منفذ مهم بالنسبة للعراق, فوصول نفطها الى العقبة يعني دخوله بقوة الى منطقة البحر المتوسط , وتحريك المشروع عبر تصريحات نشطت في بغداد وعمان والقاهرة مؤخرا لم يكن صدفة, والمهم أن الإهتمام العراقي يجد مظلة توافق كل أطراف الحكم في بغداد وبمعزل عن خلافات كردستان وبغداد حول اتفاقية التقاسم.
اﻧﺒﻮب اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻻردﻧﻲ (اﻟﺒﺼﺮة -اﻟﻌﻘﺒﺔ) ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻟﻪ 8 ﺷﺮﻛﺎت ويتوقع أن يضخ أول برميل عام 2017 لكن لا يبدو أن هذه التوقعات ستصيب فالتأخير حصل لأسباب أمنية, لكن الآمال التي بدت حتى وقت قريب مثل خيوط معلقة في الهواء عادت لتقترب من ساعة الحقيقة.
ظل أنبوب النفط يراوح مكانه, مع أن تنفيذه مصلحة استراتيجية, تضمن فيها بغداد خطا منتظما وآمنا لتصدير النفط , وتظفر عمان بكميات منتظمة بأسعار منافسة أو كبدل مرور الأنبوب, إضافة الى مصفاة حديثة في العقبة.
الجديد هو إبداء العراق رغبة على سد احتياجات الأردن من الغاز واحتياطياته في العراق كبيرة خصوصا حول كردستان وهو ما يفسر ضراوة المعارك في الدفاع عن مناطق الغاز، وفيه تعويض عن توقف عمليات تطوير حقل الريشة بعد انسحاب برتش بتروليوم غير المفهوم !!. على الجهة الأخرى هناك « كارتيل « غاز جيد يتشكل في منطقة حوض المتوسط يجمع إسرائيل وقبرص واليونان , فيما تقف تركيا على قدم وساق.
الرأي