كلّما سمعتُ هذه الجملة المسجوعة؛ أصفّق لها بداخلي فرحاً ..فهي تشي برفض (التخويث) و رفض (التذاكي) و تعلن صراحةً للشخص الموجهة له الجملة بأنه (مكشوف) و أساليبه (مش ماشية) ..!
الجملة وإن كانت لا تحملُ تمرداً صريحاً.. ولكنها مفتاحٌ حقيقي للتمرّد ..و تقول بما لا يدع مجالاً للشك : احترم عقلي..و إنسانيتي ..و سيبك من اللف والدوران ..! ولكن أي لفٍّ و دوران..؟
في السياسة : أمريكا لم تغيّر أساليبها و بقيت طوال الأزمة السوريّة تقدّم رجلاً و تؤخر أرجلاً لأنها أخطبوط بألف رِجِل..! وروسيا أساليبها لم تمرّ إلا على صاحب مصلحة أو شخص لا يريد أن يرى العالم وهو يعرج في قضيته ..! وكل الدول أساليبها هي هي ..ولم يتطوّر من هذه الأساليب إلا حاجتها الحقيقية في تفريخ أساليب جديدة من ذات الأساليب..!
الحكومات العربية ..و الحكومات التي لدينا ..هي هي ..ذات الأساليب ..مكشوفة حدّ العري ..ولكنها تصر على أنها تلبس أجمل الثياب الساترة و أنها طاهرةٌ و نقيّة ..! وأساليب الخوف على الأوطان ..و نفخ المواطن و تنفيسه من أجل الأوطان ..و مطاردتك في لقمة زادك و أخذها منك قبل أن تصل شفتيك بداعي توفير لقمتك للوطن الجائع ..و إغلاق باب الحوارات معك فيما يخصّك لأنك لست مؤهلاً للحوار و الأوطان تنتظر ..كلها كلها أساليب حكومات عربية تشرب الأرجيلة وهي جالسة على باب المقهى و تقوم بدور ( المعلِّمة) التي ينتظر الصبي أوامرها الصارخة ؛ إمّا :اتنين شاي وصلّحو ..أو سكّ على الطلبات يا واد يا بندق..!
كلّنا أساليبنا مكشوفة ..الظالم و المظلوم ..فأنت المظلوم هي ذات أساليبك في الشكوى والتذمّر و زمّ الشفتين و التمارض و وضرب أي حد في البيت لأنك مقهور من برّة ..!
نحن بحاجة حقيقية لأن (نسيبنا من أساليبنا)..لأننا نلعب على بعض لعبة مكشوفة ..و أخطر أنواع الألعاب هي أن يغش اللاعبين جميعاً عياناً بياناً دون تستّر ولا أحد يقول هذا غشّ ..و المشكلة أن اللعبة تستمر و الغشّ من كلّ الأطراف لا جدال فيه ..!
الدستور